نشأتها وبداية حياتها
ولدت بيتسي في مدينة درامن، بالنرويج. كانت الابنة الوحيدة لـ أندرياس بوريسن، وهو تاجر أقمشة، وزوجته أمالي (ني إريكسن). تلقت تعليمًا جيدًا في طفولتها، حيث تعلمت في البداية في المنزل ثم في مدرسة خاصة للبنات في درامن. في سن السادسة عشرة، أُرسلت إلى مدرسة داخلية في سويسرا لمواصلة تعليمها. بعد عودتها إلى النرويج، عملت كمدرسة خاصة ودرست اللغة الفرنسية والألمانية.
في عام 1887، تزوجت من المهندس المعماري لارس كيلسبرغ. انتقل الزوجان للعيش في مدينة كريستيانا (أوسلو حاليًا)، حيث أصبح لارس مهندسًا معماريًا ناجحًا. أنجب الزوجان طفلين، أحدهما توفي في سن مبكرة.
النشاط النسوي
بدأت بيتسي نشاطها النسوي في أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر. انضمت إلى جمعية حقوق المرأة النرويجية (Norsk Kvinnesaksforening) في عام 1889، وسرعان ما أصبحت شخصية بارزة في الحركة النسائية النرويجية. كانت تؤمن بضرورة حصول المرأة على حقوق متساوية مع الرجل في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك التعليم والتوظيف والمشاركة السياسية.
ركزت بيتسي في عملها على تحسين أوضاع النساء العاملات. في عام 1896، شاركت في تأسيس جمعية “كريستيانا للعمال”، التي هدفت إلى تحسين ظروف العمل للنساء في المصانع والمتاجر والمؤسسات الأخرى. شغلت منصب رئيسة الجمعية لسنوات عديدة، وعملت بجد لتحسين الأجور وساعات العمل وظروف الصحة والسلامة للنساء العاملات.
في عام 1897، انتُخبت بيتسي كعضوة في مجلس مدينة كريستيانا، لتصبح بذلك واحدة من أوائل النساء اللواتي يشغلن منصبًا سياسيًا في النرويج. عملت في المجلس لمدة عشر سنوات، وركزت على قضايا مثل الصحة العامة والتعليم والرفاهية الاجتماعية. كانت صوتًا قويًا للمرأة في المجلس، وعملت على تعزيز حقوق المرأة ورفاهيتها.
إلى جانب عملها السياسي، كانت بيتسي ناشطة نشطة في مجال حقوق التصويت للمرأة. انضمت إلى جمعية حقوق التصويت للمرأة (Landsforeningen for Kvinnestemmeretten) في عام 1898، وعملت بجد من أجل تحقيق حق المرأة في التصويت. شاركت في العديد من الحملات والاحتجاجات، وألقت خطابات عامة لدعم قضية حقوق التصويت.
شاركت بيتسي في تأسيس الاتحاد الدولي للمرأة في عام 1904، وعملت بنشاط في مجال التوعية بحقوق المرأة على المستوى الدولي. كما مثلت النرويج في العديد من المؤتمرات الدولية حول حقوق المرأة.
إسهاماتها البارزة
كانت بيتسي كيلسبرغ شخصية محورية في الحركة النسائية النرويجية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. قدمت مساهمات كبيرة في مجالات مختلفة، بما في ذلك:
- تحسين أوضاع المرأة العاملة: من خلال عملها في جمعية “كريستيانا للعمال” وغيرها من المنظمات، عملت بيتسي على تحسين الأجور وساعات العمل وظروف الصحة والسلامة للنساء العاملات.
- المشاركة السياسية للمرأة: كانت من أوائل النساء اللواتي يشغلن منصبًا سياسيًا في النرويج، وعملت على تعزيز حقوق المرأة ورفاهيتها من خلال عملها في مجلس مدينة كريستيانا.
- حقوق التصويت للمرأة: كانت ناشطة بارزة في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت، وعملت بجد لتحقيق هذا الهدف.
- التعاون الدولي: شاركت في تأسيس الاتحاد الدولي للمرأة، وعملت على التوعية بحقوق المرأة على المستوى الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت بيتسي في نشر الوعي حول قضايا الصحة العامة والتعليم والرفاهية الاجتماعية. كانت تتمتع بشخصية قوية وإرادة صلبة، وكانت قادرة على إلهام الآخرين للعمل من أجل تحقيق أهدافها.
أعمالها ونشاطاتها
قامت بيتسي كيلسبرغ بالعديد من الأعمال والنشاطات التي تركت أثرًا كبيرًا في المجتمع النرويجي. بعض هذه الأعمال تشمل:
- المشاركة في تأسيس جمعية “كريستيانا للعمال” (1896): عملت هذه الجمعية على تحسين ظروف عمل النساء في كريستيانا، وساهمت في رفع الوعي حول قضايا العمل النسائية.
- عضوية مجلس مدينة كريستيانا (1897-1907): شغلت منصب عضو مجلس المدينة لمدة عشر سنوات، وعملت على تحسين الخدمات العامة والتعليم والصحة.
- المشاركة في جمعية حقوق التصويت للمرأة (1898): ساهمت في تنظيم الحملات والاحتجاجات لدعم حق المرأة في التصويت.
- المشاركة في تأسيس الاتحاد الدولي للمرأة (1904): عملت على تعزيز حقوق المرأة على المستوى الدولي من خلال هذا الاتحاد.
- الكتابة والنشر: كتبت مقالات ومقالات رأي حول قضايا المرأة، وساهمت في نشر الوعي حول هذه القضايا.
إرثها وتأثيرها
تعتبر بيتسي كيلسبرغ شخصية تاريخية هامة في النرويج. لقد تركت إرثًا دائمًا من خلال عملها في مجال حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية. ألهمت النساء الأخريات للعمل من أجل التغيير، وساعدت في تمهيد الطريق لحصول المرأة على حقوق متساوية في المجتمع النرويجي.
يتم تذكر بيتسي كيلسبرغ كواحدة من رواد الحركة النسائية النرويجية. عملها الدؤوب وتفانيها في قضايا المرأة ساهم في تغيير المجتمع النرويجي للأفضل. إن إرثها لا يزال حيًا حتى اليوم، وتستمر أعمالها في إلهام النساء والرجال في جميع أنحاء العالم للعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.
الوفاة
توفيت بيتسي كيلسبرغ في 3 أكتوبر 1950 عن عمر يناهز 83 عامًا. تركت وراءها إرثًا من العمل الدؤوب والتفاني في خدمة قضايا المرأة. على الرغم من وفاتها، إلا أن تأثيرها لا يزال ملموسًا في المجتمع النرويجي، حيث استمرت في إلهام الأجيال القادمة للعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.
خاتمة
كانت بيتسي كيلسبرغ ناشطة حقوق المرأة ونسوية نرويجية رائدة، تركت بصمة واضحة في تاريخ النرويج. من خلال عملها في تحسين أوضاع المرأة العاملة، ومشاركتها السياسية، ونشاطها في مجال حقوق التصويت للمرأة، ساهمت بشكل كبير في تحقيق المساواة بين الجنسين. يعتبر إرثها مصدر إلهام مستمر للنساء والرجال الذين يعملون من أجل عالم أكثر عدالة وإنصافًا.