تاريخ المتحف
تأسس المتحف في عام 1870، وتم نقله إلى موقعه الحالي في قصر كروتشيتا (Palazzo della Crocetta) في عام 1880. يقع القصر بالقرب من ساحة سيلينزي (Piazza della Santissima Annunziata) في قلب مدينة فلورنسا. وقد تم بناء هذا القصر في القرن السابع عشر بتصميم المهندس المعماري جوليو بوزيو، وكان في الأصل بمثابة دير. منذ افتتاحه، خضع المتحف لعمليات توسعة وتجديد عديدة لتلبية متطلبات عرض المجموعات المتزايدة.
بدأت مجموعات المتحف بالازدهار بفضل مساهمات دوقية توسكانا الكبرى، خاصة من خلال عمليات التنقيب التي جرت في توسكانا. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الاكتشافات الأثرية في أماكن مختلفة في إيطاليا، وكذلك عمليات الشراء، في إثراء مجموعات المتحف بشكل كبير.
مجموعات المتحف
يضم المتحف مجموعة متنوعة من الآثار مقسمة إلى عدة أقسام رئيسية:
- القسم الإتروسكاني: يمثل هذا القسم أحد أهم أجزاء المتحف، حيث يعرض مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الإتروسكانية التي تم العثور عليها في توسكانا. تشمل هذه المجموعة التوابيت الحجرية، والجرار، والمجوهرات، والأسلحة، والأدوات المنزلية، والتماثيل البرونزية، والعديد من القطع الفنية الأخرى التي تسلط الضوء على حضارة الإتروسكان الغامضة. من أبرز معروضات هذا القسم:
- تمثال “الوحش من أريتسو” البرونزي.
- مركب حجرية من كلوزي.
- مجموعة واسعة من الفخار الأسود (بوكيرو).
- القسم المصري: يضم هذا القسم ثاني أكبر مجموعة مصرية في إيطاليا بعد متحف تورينو. يعرض القسم مجموعة واسعة من القطع الأثرية المصرية التي جمعتها عائلة ميديشي في القرن السادس عشر. تشمل المجموعة التوابيت، والمومياوات، والتماثيل، والأقنعة الجنائزية، والأدوات، والأواني، والمخطوطات البردية. يمثل هذا القسم رحلة رائعة إلى الحضارة المصرية القديمة. من أبرز معروضات هذا القسم:
- عربة حربية فرعونية.
- تمثال للملك تحتمس الثالث.
- مومياوات وحنوط.
- القسم الروماني: يعرض هذا القسم مجموعة من الآثار الرومانية التي تم العثور عليها في توسكانا، بما في ذلك التماثيل، والأشياء الزخرفية، والفسيفساء، والقطع النقدية. تعكس هذه المجموعة جوانب مختلفة من الحياة الرومانية، من الفن والهندسة المعمارية إلى الحياة اليومية.
- القسم اليوناني: يضم هذا القسم مجموعة من القطع الأثرية اليونانية، بما في ذلك الفخار، والتماثيل، والأسلحة، والأدوات. تعكس هذه المجموعة تأثير الثقافة اليونانية على الحضارات الأخرى في البحر الأبيض المتوسط.
- المجموعات الفرعية: بالإضافة إلى الأقسام الرئيسية، يضم المتحف مجموعات فرعية أخرى مثل مجموعات من العملات المعدنية، ومجموعة من الآثار من حضارات الشرق الأدنى القديم، ومجموعة من الآثار من قبرص.
أهمية المتحف
يعتبر المتحف الأثري الوطني في فلورنسا من أهم المتاحف الأثرية في إيطاليا والعالم، وذلك للأسباب التالية:
- أهميته التاريخية: يساهم المتحف في الحفاظ على التراث الثقافي الإيطالي والعالمي، ويوفر للزوار فرصة للتعرف على الحضارات القديمة وثقافاتها.
- مجموعاته الغنية والمتنوعة: يضم المتحف مجموعة واسعة من الآثار التي تغطي فترات زمنية وحضارات مختلفة، مما يجعله وجهة مهمة للباحثين والطلاب والسياح على حد سواء.
- موقعه المتميز: يقع المتحف في قلب مدينة فلورنسا، وهي مدينة تاريخية وثقافية مهمة، مما يسهل على الزوار الوصول إليه.
- التعليم والبحث: يوفر المتحف فرصًا للتعليم والبحث في مجال علم الآثار، من خلال المعارض المؤقتة والفعاليات التعليمية والمنشورات العلمية.
نصائح للزوار
لتحقيق أقصى استفادة من زيارتك للمتحف الأثري الوطني في فلورنسا، يوصى بما يلي:
- التخطيط المسبق: خطط لزيارتك مسبقًا، وحدد الأقسام التي ترغب في زيارتها بشكل خاص.
- شراء التذاكر مسبقًا: يفضل شراء التذاكر عبر الإنترنت لتجنب طوابير الانتظار.
- استئجار مرشد صوتي أو الاستعانة بمرشد سياحي: يساعدك المرشد الصوتي أو المرشد السياحي على فهم أفضل للمعروضات.
- ارتداء ملابس مريحة: ستقضي وقتًا طويلاً في المشي، لذا ارتدِ ملابس مريحة.
- التقاط الصور: يمكنك التقاط الصور في معظم أجزاء المتحف، ولكن يفضل عدم استخدام الفلاش.
- الاستمتاع بالزيارة: استمتع بالتعرف على التاريخ والثقافة، ولا تتردد في طرح الأسئلة على الموظفين.
الفعاليات والمعارض
ينظم المتحف الأثري الوطني في فلورنسا بانتظام فعاليات ومعارض مؤقتة تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحضارات القديمة. يمكن أن تشمل هذه الفعاليات ورش عمل للأطفال، ومحاضرات للخبراء، ومعارض خاصة تعرض قطعًا أثرية من مجموعات أخرى أو من عمليات تنقيب جديدة. يفضل التحقق من موقع المتحف الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة جدول الفعاليات الحالية والمستقبلية.
خاتمة
يُعد المتحف الأثري الوطني في فلورنسا كنزًا ثقافيًا يتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف الحضارات القديمة، خاصة الإتروسكانية والمصرية القديمة. من خلال مجموعاته الغنية وتاريخه العريق وموقعه المتميز، يواصل المتحف إلهام الزوار من جميع أنحاء العالم وتقديم رؤى قيمة حول تاريخ البشرية. زيارة هذا المتحف تجربة لا تُنسى لكل من يهتم بالآثار والتاريخ والفن.