نشأته وحياته المبكرة
ولد جون توماس في منطقة ويلز، وترعرع في بيئة دينية. في شبابه، انجذب إلى دراسة علوم الخفاء والروحانية، وبدأ في تطوير اهتمامه بالتواصل مع عالم الأرواح. تلقى تعليمًا تقليديًا، لكن شغفه بالبحث عن المعرفة الروحية قاده إلى الابتعاد عن المسارات الدينية التقليدية. كان يتميز بحساسية عالية وقدرة على التخيل، مما ساعده في رحلته نحو الباطنية.
انتقل جون توماس إلى لندن في وقت ما من حياته، حيث بدأ في ممارسة طقوسه الروحية. تبنى اسم “شاروبيل” كاسم مهني، في إشارة إلى الكائنات السماوية. قام بتطوير سمعة كشخص قادر على تقديم رؤى روحية، وتقديم المشورة الروحية، وإجراء اتصالات مع الأرواح.
نظام شاروبيل الباطني
يتمحور نظام شاروبيل الباطني حول فكرة أن العالم المادي يعكس عالمًا روحيًا. يعتقد شاروبيل أن كل شيء في الكون له نظيره الروحي، وأن فهم هذه المراسلات يمكن أن يوفر رؤى عميقة في طبيعة الواقع. يركز نظامه على استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لاستكشاف هذه المراسلات.
المراسلات الروحية
أحد أهم أعمال شاروبيل هو “المراسلات الروحية”، وهو كتاب يقدم نظامًا معقدًا للتنبؤ. يعتمد النظام على تقسيمات مختلفة للعالم، بما في ذلك الأيام والشهور والسنوات، ويربطها بعناصر مختلفة مثل الكواكب والنجوم والألوان. يقوم المستخدمون بحساب التواريخ والأرقام، ثم يستخدمون جداول ورسوم بيانية لتحديد معانيها الروحية.
يقدم الكتاب أيضًا نظامًا للتعامل مع الأرواح وتلقي الرسائل منها. يصف شاروبيل كيف يمكن للممارسين تطوير قدراتهم النفسية، مثل الاستبصار والتخاطر، وتفسير الرسائل التي يتلقونها. يركز النظام على أهمية التطهير الروحي والتواصل مع القوى الإلهية.
التأثيرات على شاروبيل
تأثر شاروبيل بمجموعة متنوعة من التقاليد الباطنية. كانت الكابالا، وهي تقليد باطني يهودي، لها تأثير كبير على عمله. تبنى شاروبيل العديد من المفاهيم الكابالية، مثل شجرة الحياة والسفيروت (Sephiroth)، واستخدمها لشرح طبيعة الكون. كما تأثر بالروحانية، التي كانت حركة شائعة في القرن التاسع عشر. آمن شاروبيل بوجود الأرواح وقدرتها على التواصل مع الأحياء. أخيرًا، تأثر بالروحانية المسيحية، ودمج بعض المفاهيم المسيحية في عمله.
تقنيات شاروبيل
استخدم شاروبيل مجموعة متنوعة من التقنيات لممارسة الباطنية. شملت هذه التقنيات:
- التأمل: استخدم شاروبيل التأمل لتطوير وعيه الروحي وتلقي الرؤى.
- الاستبصار: مارس شاروبيل الاستبصار، أو القدرة على رؤية الأشياء غير المرئية، لتلقي الرسائل من الأرواح.
- التنجيم: استخدم شاروبيل التنجيم لتحديد تأثير الكواكب والنجوم على حياة الناس.
- الكتابة الآلية: استخدم شاروبيل الكتابة الآلية لتلقي الرسائل من الأرواح.
أهمية عمل شاروبيل
يعد عمل شاروبيل مهمًا لعدة أسباب. أولاً، يقدم نظامًا معقدًا للتنبؤ يربط بين العالم المادي والعالم الروحي. ثانيًا، يوفر رؤى حول طبيعة الوعي والروحانية. ثالثًا، يمثل مثالًا على كيفية دمج التقاليد الباطنية المختلفة. أخيرًا، ساهم عمله في انتشار الباطنية والروحانية في أواخر القرن التاسع عشر.
إرث شاروبيل
على الرغم من أنه ليس معروفًا على نطاق واسع، إلا أن إرث شاروبيل لا يزال حاضرًا في المجتمعات الباطنية والروحانية. يستمر الباحثون في دراسة أعماله وتحليلها، ويستخدم العديد من الممارسين نظامه للتنبؤ والتواصل مع الأرواح. يمثل شاروبيل شخصية مثيرة للاهتمام في تاريخ الباطنية، ويستمر عمله في إلهام الناس للبحث عن المعرفة الروحية.
انتشرت أفكار شاروبيل بشكل كبير في أوساط الباطنيين والمتصوفين في عصره، ولا يزال يتم الاستشهاد بها في الكتب والمقالات المتعلقة بالروحانية، خاصة في سياقات دراسة التنبؤات، والتأمل، والتواصل مع الأرواح. يعتبر عمله بمثابة دليل تاريخي على التنوع والتعقيد في الممارسات الروحية في نهاية القرن التاسع عشر.
نقد عمل شاروبيل
كما هو الحال مع معظم الشخصيات الباطنية، واجه عمل شاروبيل بعض الانتقادات. شكك بعض النقاد في دقة تنبؤاته، واتهموه بالتحيز في تفسيراته. جادل آخرون بأن نظامه معقد للغاية، وأن من الصعب فهمه وتطبيقه. ومع ذلك، يظل عمله مصدر إلهام للعديد من الأشخاص المهتمين بالروحانية.
من بين الانتقادات الرئيسية الموجهة لشاروبيل، تلك المتعلقة بمدى موثوقية مصادره. بالنظر إلى طبيعة عمله، يعتمد شاروبيل على تجاربه الشخصية ورؤاه. لا يوجد دليل موضوعي لدعم ادعاءاته المتعلقة بالاتصال بالعوالم الروحية. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى نظامه على أنه معقد، مما يجعل من الصعب على المبتدئين فهمه وتطبيقه.
تأثير شاروبيل على الثقافة الشعبية
على الرغم من أن شاروبيل ليس شخصية معروفة على نطاق واسع في الثقافة الشعبية، إلا أن أفكاره قد أثرت بشكل غير مباشر على بعض جوانب الثقافة. يمكن رؤية تأثيره في بعض الأعمال الأدبية والفنية التي تتناول موضوعات الروحانية والغموض. بالإضافة إلى ذلك، يستمر عمله في إلهام بعض الفنانين والموسيقيين الذين يستكشفون موضوعات الروحانية في أعمالهم.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم ملاحظة أن عمل شاروبيل يقع ضمن سياق أوسع من الحركات الروحانية والباطنية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ساهمت هذه الحركات في تشكيل تطور الفكر الديني والثقافي في تلك الفترة. وبالتالي، يمكن اعتبار شاروبيل جزءًا من هذا التراث، حتى لو لم يكن معروفًا على نطاق واسع.
الممارسون المعاصرون لشاروبيل
على الرغم من مرور وقت طويل على وفاة شاروبيل، يستمر بعض الممارسين في دراسة عمله وتطبيقه. يستخدم هؤلاء الممارسون نظام شاروبيل للتنبؤ والتواصل مع الأرواح، ويستمرون في استكشاف طبيعة الوعي والروحانية. غالبًا ما يعتمدون على الكتب والمقالات التي كتبها شاروبيل، بالإضافة إلى الكتب والمقالات التي كتبها آخرون حول عمله.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض الممارسين المعاصرين تقنيات مماثلة لتقنيات شاروبيل. على سبيل المثال، يستخدمون التأمل والاستبصار والتنجيم والكتابة الآلية لتطوير قدراتهم النفسية والتواصل مع الأرواح. غالبًا ما يدمج هؤلاء الممارسون تقنيات شاروبيل مع تقنيات من التقاليد الباطنية الأخرى، مثل الكابالا والروحانية.
الاستنتاجات
يُظهر عمل شاروبيل تنوع وتعقيد التفكير الروحاني في أواخر القرن التاسع عشر. قدم شاروبيل نظامًا فريدًا للتنبؤ يعتمد على فكرة المراسلات بين العالمين المادي والروحي. على الرغم من بعض الانتقادات، فقد ترك عمله إرثًا دائمًا في المجتمعات الباطنية والروحانية، ويستمر في إلهام الناس للبحث عن المعرفة الروحية. يمثل عمل شاروبيل مثالاً على كيفية دمج التقاليد الباطنية المختلفة وكيف يمكن للأفراد تطوير أنظمة روحية خاصة بهم.
خاتمة
في الختام، يمثل شاروبيل شخصية مثيرة للاهتمام في تاريخ الباطنية. لقد ترك عمله إرثًا دائمًا في المجتمعات الباطنية والروحانية. قدم شاروبيل نظامًا فريدًا للتنبؤ يعتمد على فكرة المراسلات بين العالمين المادي والروحي. على الرغم من بعض الانتقادات، يستمر عمله في إلهام الناس للبحث عن المعرفة الروحية. يعكس عمل شاروبيل مزيجًا من التأثيرات الباطنية، بما في ذلك الكابالا والروحانية والروحانية المسيحية. يعتبر عمله بمثابة دليل تاريخي على التنوع والتعقيد في الممارسات الروحية في نهاية القرن التاسع عشر.