نشأتها وعائلتها
ولدت أربيلا فيرمور في عام 1696 لعائلة ثرية من الروم الكاثوليك في إنجلترا. كان والداها، هنري فيرمور وماري براون، من عائلات نبيلة ذات نفوذ في المجتمع الكاثوليكي في إنجلترا. في ذلك الوقت، كانت القوانين الإنجليزية تعاقب الكاثوليكيين بشدة، مما أدى إلى مواجهة العديد من القيود والتمييز. نشأت أربيلا في بيئة سرية إلى حد ما، حيث كان يعيش الكاثوليك في كثير من الأحيان في منازلهم الخاصة ويحتفلون بطقوسهم الدينية سراً.
كانت عائلة فيرمور جزءًا من مجتمع كاثوليكي أكبر، وكان لديهم شبكة من الأصدقاء والمعارف الذين تبادلوا الدعم والمساندة في أوقات الشدة. لعبت هذه الشبكات دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للكاثوليك في إنجلترا في ذلك الوقت.
خلفية “اغتصاب الخصلة”
قصيدة “اغتصاب الخصلة” كتبها ألكسندر بوب في عام 1712، وكانت مستوحاة من حادثة حقيقية: عندما قام اللورد بيتر، وهو شاب من عائلة نبيلة، بقص خصلة من شعر أربيلا فيرمور. أدت هذه الحادثة إلى شجار بين العائلتين، فيرمور وبيت. قام بوب بكتابة القصيدة في محاولة لتخفيف التوتر وإعادة السلام بين العائلتين.
تعتبر القصيدة عملاً هجائيًا، يسخر من التافهة في المجتمع الأرستقراطي. يصور بوب الأحداث التي أدت إلى قص الخصلة، ويصورها كأزمة عالمية. يستخدم بوب أيضًا عناصر أسطورية، بما في ذلك الجنيات، لإضافة لمسة خيالية إلى القصة.
أثر “اغتصاب الخصلة”
حققت قصيدة “اغتصاب الخصلة” نجاحًا فوريًا، وجعلت من ألكسندر بوب شاعرًا مشهورًا. كما أنها جعلت أربيلا فيرمور شخصية عامة، على الرغم من أنها لم تكن ترغب في ذلك. القصيدة ساهمت في شهرتها، ولكنها عرضتها أيضًا للاهتمام العام والنقاش. على الرغم من أن القصيدة كانت تهدف إلى التخفيف من حدة التوتر، إلا أنها لفتت الانتباه إلى الحادثة وأطالت النقاش حولها.
لم يقتصر تأثير القصيدة على أربيلا نفسها، بل أثر أيضًا على سمعة عائلتها. ومع ذلك، يبدو أن أربيلا أدركت الفكاهة في القصيدة، ويعتقد أنها استمتعت بها على الرغم من أنها كانت في البداية محرجة بعض الشيء.
حياتها اللاحقة وزواجها
تزوجت أربيلا فيرمور من روبرت هانت في عام 1716. كان روبرت هانت رجلاً من عائلة كاثوليكية أخرى، وساعد هذا الزواج في تعزيز العلاقات بين العائلات الكاثوليكية في إنجلترا. بعد الزواج، يبدو أن أربيلا عاشت حياة هادئة، بعيدًا عن الأضواء التي جلبتها لها قصيدة بوب.
لم يكن معروفًا الكثير عن حياتها الخاصة بعد الزواج، ولكن من المفترض أنها كرست نفسها لزوجها وأسرتها، كما كان معتادًا في ذلك الوقت. توفيت أربيلا فيرمور في عام 1737، تاركة وراءها إرثًا كشخصية بارزة في الأدب الإنجليزي. على الرغم من أنها لم تشارك بشكل مباشر في كتابة “اغتصاب الخصلة”، إلا أنها بقيت مرتبطة بالقصيدة، وستظل دائمًا مرتبطة بها.
أهمية أربيلا فيرمور
تعتبر أربيلا فيرمور شخصية مهمة لأنها تمثل مزيجًا من التاريخ والأدب. إنها تجسد التوتر الديني والاجتماعي الذي كان موجودًا في إنجلترا في أوائل القرن الثامن عشر. من خلال قصيدة “اغتصاب الخصلة”، أصبحت أربيلا رمزًا لفترة زمنية معينة، ورمزًا للجمال والأناقة في المجتمع الأرستقراطي.
بالإضافة إلى ذلك، تذكرنا قصة أربيلا بأهمية الأدب في فهم الماضي. من خلال قراءة قصيدة بوب، يمكننا أن نكتسب نظرة ثاقبة على حياة أربيلا، وعلى القيم والأعراف الاجتماعية في ذلك الوقت. إنها أيضًا تذكرنا بقوة الأدب في التأثير على حياة الناس، حتى لو كان ذلك بطرق غير مباشرة.
تبقى أربيلا فيرمور شخصية رائعة، تذكرنا بتاريخ إنجلترا المضطرب، وتوضح تأثير الأدب على تشكيل الهوية والثقافة. إنها تذكير بأن الأحداث الصغيرة، مثل قص خصلة من الشعر، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تاريخ الأدب والمجتمع.
خاتمة
أربيلا فيرمور هي شخصية تاريخية وأدبية بارزة، اشتهرت بأنها موضوع قصيدة “اغتصاب الخصلة” لألكسندر بوب. نشأت في عائلة كاثوليكية في إنجلترا البروتستانتية، وعانت من القيود الاجتماعية والدينية. قصيدة بوب، المستوحاة من حادثة قص خصلة من شعرها، ساهمت في شهرتها وجعلتها رمزًا للعصر. بعد الزواج، عاشت أربيلا حياة هادئة، لكن إرثها كشخصية أدبية لا يزال قائمًا، ويسلط الضوء على أهمية الأدب في فهم التاريخ والمجتمع.