تكوين الفرقة وبداية المشوار
في عام 1968، اجتمع أربعة موسيقيين موهوبين ليشكلوا فرقة ليد زيبلين. ضم التشكيل الأصلي جيمي بيج (العازف الرئيسي للغيتار)، وروبرت بلانت (المغني)، وجون بول جونز (عازف الجيتار الجهير ولوحة المفاتيح)، وجون بونام (الطبول). كان لدى هؤلاء الموسيقيين خلفيات متنوعة، ولكنهم اشتركوا في رؤية مشتركة لإنشاء موسيقى مبتكرة ومثيرة. كان جيمي بيج، على وجه الخصوص، لديه بالفعل سمعة طيبة في مجال الموسيقى كعضو سابق في فرقة ياردبيردز. كان يطمح إلى تشكيل فرقة جديدة تجمع بين موسيقى البلوز والروك أند رول مع عناصر موسيقية أخرى.
بدأت الفرقة في التدرب في أوائل عام 1968، حيث عملت على صقل صوتها ووضع رؤيتها الفنية. اختاروا اسم “ليد زيبلين” كإشارة إلى فكرة الفرقة التي قد تحلق عالياً، على الرغم من أنهم كانوا يخشون أن تنهار مثل منطاد هوائي من الرصاص. أثبتت هذه التسمية أنها اختيار مناسب، حيث صعدت الفرقة إلى آفاق جديدة في عالم موسيقى الروك.
تاريخ الجولة والمواقع
بدأت جولة ليد زيبلين في المملكة المتحدة عام 1968 في 4 أكتوبر في نادي “إيفنز” في نيوكاسل أبون تاين. استمرت الجولة لمدة شهرين تقريبًا، وشملت عروضًا في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز. عزفت الفرقة في مجموعة متنوعة من الأماكن، بما في ذلك النوادي الصغيرة والقاعات الجامعية. كان هذا النوع من الجولات ضروريًا للفرق الصاعدة في ذلك الوقت، حيث سمح لهم ببناء قاعدة جماهيرية من خلال العروض الحية المكثفة والتفاعل المباشر مع الجمهور.
شملت المواقع البارزة خلال الجولة قاعة ألبرت الملكية في لندن، حيث عزفت الفرقة في 21 أكتوبر. كان هذا العرض بمثابة معلم بارز في بداية مسيرتهم، حيث قدموا أنفسهم لجمهور أوسع. كما عزفوا في أماكن أصغر، مثل نادي ماركي في لندن، مما ساعدهم على بناء قاعدة جماهيرية مخلصة. ساهمت هذه العروض المبكرة في تعزيز سمعتهم كفرقة مثيرة ومميزة على المسرح.
الموسيقى والأداء
تميزت عروض ليد زيبلين الحية في جولتهم الأولى بمزيج من موسيقى البلوز والروك أند رول، مع لمسات من موسيقى الفولك والشرق الأوسط. قدمت الفرقة إصدارات قوية من أغاني البلوز الكلاسيكية، بالإضافة إلى مواد أصلية من كتابة الفرقة. أظهرت عروضهم طاقة لا مثيل لها، مع عزف بيج على الجيتار ببراعة، وصوت بلانت القوي، وإيقاعات جونز القوية، وضربات بونام الديناميكية على الطبول.
أدرك الجمهور على الفور الموهبة والبراعة الموسيقية للفرقة. كانت عروضهم معروفة بالارتجال الممتد، حيث أخذت الأغاني أشكالًا جديدة على المسرح في كل ليلة. كان هذا النهج الإبداعي والحر في الأداء هو الذي ميز ليد زيبلين عن الفرق الأخرى في ذلك الوقت. سمح لهم بالاتصال بالجمهور على مستوى عميق وخلق تجارب لا تُنسى للحضور.
من بين الأغاني التي تم عزفها في هذه الجولة “You Shook Me”، و”Babe I’m Gonna Leave You”، و”Dazed and Confused”، و”How Many More Times”، و”Communication Breakdown”. أظهرت هذه الأغاني تنوع الفرقة وقدرتها على الجمع بين أساليب مختلفة لخلق صوت فريد من نوعه. أصبحت هذه الأغاني فيما بعد من كلاسيكيات الروك، مما يدل على التأثير الدائم لجولتهم الأولى.
تأثير الجولة
كان لجولة ليد زيبلين في المملكة المتحدة عام 1968 تأثير كبير على مستقبل الفرقة وموسيقى الروك بشكل عام. ساعدت الجولة في ترسيخ ليد زيبلين كقوة رئيسية في عالم الموسيقى. اكتسبت الفرقة جمهورًا متزايدًا من المعجبين الذين حجزوا تذاكر عروضهم بشكل متكرر، وعززوا سمعتهم كفرقة حية لا يمكن تفويتها.
أثرت جولة المملكة المتحدة على جولات الفرق الموسيقية المستقبلية. أثبتت ليد زيبلين أنه من الممكن للفرقة أن تنجح من خلال الجولات المكثفة والعروض الحية التي تركز على الطاقة والإبداع. أثرت موسيقاهم وأسلوبهم في الأداء على عدد لا يحصى من الفرق الأخرى التي سارت على خطاهم. لقد وضعوا معايير جديدة للموسيقى الحية، وأظهروا إمكانات أداء الروك أند رول.
بالإضافة إلى التأثير الموسيقي، ساعدت الجولة في تشكيل صورة ليد زيبلين كفرقة أسطورية. من خلال عروضهم الحية، وروحهم الإبداعية، ورفضهم للحلول الوسط، تمكنت الفرقة من إنشاء أسطورة تحيط بها والتي استمرت في النمو على مر السنين. ساعدت هذه الصورة في الحفاظ على شعبية الفرقة وتراثها.
الإرث
تعتبر جولة ليد زيبلين في المملكة المتحدة عام 1968 حدثًا تاريخيًا في تاريخ موسيقى الروك. مهدت هذه الجولة الطريق لشهرة الفرقة العالمية، وتأثيرها على موسيقى الروك. أظهرت الفرقة قدرتها على الجمع بين موسيقى البلوز والروك أند رول بطرق جديدة ومبتكرة. أسست الفرقة نفسها كقوة إبداعية لا يمكن إنكارها.
ظل إرث ليد زيبلين قويًا لعقود. لا تزال موسيقاهم تستمع إليها جماهير جديدة من المعجبين في جميع أنحاء العالم، وعروضهم الحية تُذكر بحب. ساهمت الجولة في بناء أساس متين لهذه الشهرة، وترسيخ ليد زيبلين كواحدة من أعظم فرق الروك في كل العصور.
خاتمة
كانت جولة ليد زيبلين في المملكة المتحدة عام 1968 بمثابة بداية مسيرة أسطورية للفرقة. من خلال عروضهم الحية المكثفة وموسيقاهم المبتكرة، اكتسبت الفرقة جمهورًا مخلصًا ووضعت الأساس لشهرتهم العالمية. تركت هذه الجولة تأثيرًا دائمًا على موسيقى الروك، وشكلت صورة الفرقة وأسست تراثها كواحدة من أعظم الفرق في تاريخ الموسيقى.