نشأته وبداية حياته
ولد ليونيل ماثيوز في مدينة ملبورن، أستراليا، في 15 أغسطس 1912. تلقى تعليمه في كلية سكوتش، وهي مدرسة مرموقة في ملبورن. كان رياضيًا بارزًا ومشاركًا في العديد من الأنشطة المدرسية. بعد الانتهاء من تعليمه، انضم ماثيوز إلى شركة أوراق مالية في ملبورن، قبل أن يقرر أن يكرس نفسه للخدمة العسكرية.
مسيرته العسكرية المبكرة
انضم ماثيوز إلى الاحتياط الأسترالي في عام 1932، وخدم في المدفعية. في عام 1939، مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم استدعاؤه للخدمة الفعلية. تم تكليفه في البداية في كتيبة المدفعية الملكية الأسترالية السادسة. أثبت ماثيوز أنه ضابط موهوب ومفكر سريع، وحصل على ترقيات سريعة. خدم في البداية في أستراليا، قبل أن يتم إرساله إلى الشرق الأوسط.
الخدمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
شهد ماثيوز القتال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك المشاركة في حملة شمال إفريقيا. برزت قيادته وشجاعته في معارك عديدة. كان معروفًا بقدرته على الحفاظ على معنويات رجاله عالية، حتى في أصعب الظروف. شارك في معارك رئيسية مثل معركة العلمين، حيث أظهر شجاعة استثنائية.
خلال فترة خدمته في شمال إفريقيا، برز ماثيوز كقائد استثنائي. كان يتمتع بقدرة طبيعية على القيادة، وكان رجاله يكنون له احترامًا عميقًا. كان دائمًا في الخطوط الأمامية، يوجه رجاله ويشارك في القتال. في إحدى المناسبات، قاد هجومًا على دبابة ألمانية، مما سمح لقواته بالتقدم.
الخدمة في إيطاليا
في عام 1943، شارك ماثيوز في حملة الحلفاء في إيطاليا. خلال معركة في منطقة سان جيوفاني، أظهر ماثيوز بطولة استثنائية، مما أدى إلى منحه وسام صليب فيكتوريا بعد وفاته. في هذه المعركة، تعرضت وحدته لهجوم عنيف من قبل القوات الألمانية. على الرغم من القصف الشديد، قاد ماثيوز رجاله بشجاعة، وشن هجومًا مضادًا. أصيب بجروح خطيرة، لكنه استمر في قيادة رجاله حتى تمكنوا من صد الهجوم الألماني. توفي ماثيوز متأثراً بجروحه بعد وقت قصير من المعركة.
في 2 مارس 1944، أثناء قيادة وحدة مدفعية أسترالية خلال معركة بالقرب من سان جيوفاني، إيطاليا، أظهر ماثيوز شجاعة وشجاعة استثنائيتين. تحت نيران العدو الثقيلة، قاد ماثيوز رجاله في هجوم مضاد على الرغم من إصابته بجروح خطيرة. استمر في توجيه رجاله حتى تمكنوا من صد الهجوم الألماني، مما سمح لهم بالحفاظ على مواقعهم الحيوية. توفي متأثراً بجروحه بعد وقت قصير من المعركة. نتيجة لبطولته، مُنح ماثيوز وسام صليب فيكتوريا.
وسام صليب فيكتوريا
يُمنح وسام صليب فيكتوريا، وهو أعلى جائزة للشجاعة في مواجهة العدو التي يمكن منحها لقوات الكومنولث والجيش البريطاني، كتقدير لأفعاله الاستثنائية. أدرك زملاؤه بطولته في ساحة المعركة وأوصوا بمنحه هذا الوسام الرفيع. نُشر إعلان الجائزة في صحيفة لندن الرسمية في 18 يوليو 1944، بعد وفاته.
اقتبس إعلان الجائزة ما يلي:
“خلال الهجوم على مواقع العدو القوية، ظهرت وحدة الملازم ماثيوز، تحت تأثير نيران العدو الثقيلة. كان يعلم أن الهجوم كان حاسمًا. تحرك من خلال نيران المدفعية الثقيلة والمدافع الرشاشة. كان يراقب تقدم رجاله، ويوجههم، ويشجعهم على التقدم. في لحظة حرجة، أصيب بقذيفة لكنه رفض الإخلاء، واستمر في قيادة رجاله، وشن هجومًا مضادًا. من خلال قيادته وشجاعته الاستثنائية، تمكنت وحدته من صد العدو والحفاظ على مواقعها. لقد أظهر مثالاً رائعًا للشجاعة والتصميم.”
الإرث
يُذكر ليونيل ماثيوز كبطل في الحرب العالمية الثانية، حيث تم تكريمه لشجاعته وتفانيه في الواجب. حصل على العديد من التكريمات بعد وفاته، بما في ذلك تسمية شارع في ملبورن باسمه. يظل إرثه بمثابة تذكير بقوة الشجاعة الإنسانية والقيادة في مواجهة الشدائد.
تُعرض ميداليات ماثيوز في متحف الحرب الأسترالي في كانبرا. يمثل إرثه رمزًا للشجاعة والتفاني في أستراليا.
خاتمة
كان ليونيل ماثيوز ضابطًا أستراليًا متميزًا أظهر شجاعة استثنائية خلال الحرب العالمية الثانية. حصل على وسام صليب فيكتوريا بعد وفاته تقديرًا لبطولته في إيطاليا. يعتبر ماثيوز رمزًا للشجاعة والقيادة، وتُخلد ذكراه في أستراليا حتى يومنا هذا.