تشكيل الفرقة وبداياتها
تأسست أليس إن تشينز في سياتل على يد المغني الرئيسي لاين ستايلي (Layne Staley) وعازف الجيتار جيري كانتريل (Jerry Cantrell). انضم إليهم في وقت لاحق عازف الطبول شون كيني (Sean Kinney) وعازف الباس مايك ستار (Mike Starr). بدأت الفرقة في العزف في نوادي سياتل، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة بفضل عروضها الحية القوية وأغانيها الأصلية. مزجت الفرقة عناصر من الهارد روك، والميتال، والجريئة، مما ساعدها على التميز في المشهد الموسيقي المتنامي في سياتل.
في عام 1989، وقعت أليس إن تشينز عقدًا مع شركة التسجيلات “كولومبيا ريكوردز (Columbia Records)”. أدى هذا إلى إصدار أول ألبوم رسمي للفرقة، وهو الألبوم المصغر “وي بليس (We Die Young)” في عام 1990. تبع ذلك إصدار الألبوم الأول الكامل للفرقة، “فاك (Facelift)” في نفس العام، والذي حقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وحصل على شهادة البلاتينوم.
الصعود إلى الشهرة والألبومات المميزة
شهدت أليس إن تشينز صعودًا سريعًا إلى الشهرة في أوائل التسعينيات، جنبًا إلى جنب مع فرق أخرى من سياتل مثل نيرفانا (Nirvana)، وبيرل جام (Pearl Jam)، وساوندغاردن (Soundgarden). ساهمت هذه الفرق في إحياء مشهد موسيقى الروك البديل. تميزت أليس إن تشينز بأسلوبها الفريد، والذي جمع بين قوة الهارد روك، وكلمات ذات طابع شخصي ومظلم. عززت الأغاني مثل “Man in the Box” و “Would?” مكانة الفرقة في عالم الموسيقى.
أصدرت الفرقة الألبوم الثاني “ديريل (Dirt)” في عام 1992، والذي يعتبره العديد من النقاد والمعجبين أفضل ألبومات الفرقة. تناول الألبوم مواضيع مظلمة مثل الإدمان، والموت، والعلاقات الشخصية المعقدة. حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وحصل على شهادة البلاتينوم المتعددة. تضمن الألبوم أغاني ناجحة مثل “Rooster” و “Them Bones” و “Angry Chair”.
بعد نجاح “ديريل (Dirt)”، أصدرت الفرقة الألبوم المصغر “جاردمان (Jar of Flies)” في عام 1994، والذي تميز بأسلوب أكثر هدوءًا وعاطفية. احتل الألبوم المرتبة الأولى في قائمة بيلبورد 200، مما يدل على شعبية الفرقة المتزايدة. تضمن الألبوم أغاني مثل “No Excuses” و “I Stay Away”.
التحديات والانفصال المؤقت
واجهت أليس إن تشينز تحديات كبيرة خلال منتصف التسعينيات، بسبب صراع لاين ستايلي مع إدمان المخدرات. أثر هذا على قدرة الفرقة على العمل وتسجيل الموسيقى. على الرغم من هذه التحديات، أصدرت الفرقة الألبوم الثالث “أليس إن تشينز (Alice in Chains)”، والمعروف أيضًا باسم “الألبوم الذي يحتوي على كلاب (Tripod)”، في عام 1995. تميز الألبوم بصوت أكثر تجريبية، ولكنه لم يحقق نفس النجاح التجاري للألبومات السابقة.
بعد إصدار “أليس إن تشينز (Alice in Chains)”، دخلت الفرقة في فترة من الركود، حيث قل ظهورها العام بسبب تدهور حالة لاين ستايلي الصحية. بعد ذلك، توقف أداء الفرقة بشكل كامل بسبب وفاة ستايلي في عام 2002.
إعادة التشكيل والعودة إلى الساحة
بعد وفاة لاين ستايلي، بدا مستقبل أليس إن تشينز غير مؤكد. ومع ذلك، في عام 2005، اجتمعت الفرقة مرة أخرى في حفل خيري لإحياء ذكرى ضحايا تسونامي المحيط الهندي. في عام 2006، بدأت الفرقة في العزف مرة أخرى، مع مغني جديد هو ويليام دوفال (William DuVall). قام دوفال بتأدية دور المغني الرئيسي، وحافظ على صوت أليس إن تشينز المميز.
أصدرت الفرقة ألبومًا جديدًا بعنوان “بلاك غيفينغ (Black Gives Way to Blue)” في عام 2009، والذي حقق نجاحًا تجاريًا ونقديًا. احتوى الألبوم على أغنية “Your Decision”، والتي أشاد بها النقاد. شهدت الفرقة منذ ذلك الحين عودة ناجحة إلى الساحة الموسيقية، وأصدرت ألبومات أخرى مثل “ذا ديفري (The Devil Put Dinosaurs Here)” في عام 2013، و “ريينغ (Rainier Fog)” في عام 2018. أثبتت أليس إن تشينز أنها قادرة على الحفاظ على إرثها الموسيقي، مع مواصلة إنتاج موسيقى جديدة تحظى بتقدير المعجبين والنقاد على حد سواء.
الإرث والتأثير
تركت أليس إن تشينز إرثًا دائمًا في عالم موسيقى الروك. أثرت الفرقة على العديد من الفرق الموسيقية، ولا يزال تأثيرها ملموسًا في موسيقى الروك البديل والهارد روك الحديثة. ساهمت الفرقة في تحديد صوت التسعينيات، وكلماتها التي تعبر عن الألم والمعاناة أثرت بعمق في قلوب المستمعين. لا تزال موسيقى أليس إن تشينز تحظى بشعبية كبيرة، وتستمر في إلهام أجيال جديدة من الموسيقيين.
خاتمة
أليس إن تشينز هي فرقة روك أمريكية أيقونية، تميزت بصوتها الفريد والكلمات المؤثرة. على الرغم من التحديات التي واجهتها، بما في ذلك فقدان المغني الرئيسي لاين ستايلي، فقد تمكنت الفرقة من العودة بقوة، ومواصلة إنتاج موسيقى جديدة تحافظ على إرثها الموسيقي. أثرت أليس إن تشينز على العديد من الفرق الموسيقية، ولا تزال تحتل مكانة مهمة في تاريخ موسيقى الروك.