نشأتها وبداية العلاقة
ولدت ماري إيفانز في عائلة ميسورة الحال في إنجلترا. لم يتم تحديد تفاصيل كثيرة عن طفولتها أو تعليمها، ولكن من المعروف أنها كانت امرأة شابة جذابة وذكية. التقت ماري بكولريدج في فترة مبكرة من حياته، وذلك عندما كان طالبًا في جامعة كامبريدج. وقع كولريدج في حب ماري بسرعة، وظهر هذا الحب في كتاباته وشعره. لقد انبهر بجمالها وذكائها، وأعجب بشخصيتها.
بدأت العلاقة بينهما في التطور خلال فترة وجود كولريدج في منطقة ليك ديستريكت، حيث كان يعيش في منزل صديقه وليام وردسورث. كان كولريدج وماري يلتقيان بانتظام، وغالبًا ما يتبادلان الرسائل. هذه الرسائل تكشف عن مشاعر كولريدج العميقة تجاه ماري، وتعبر عن حبه ورغبته في أن يكون معها.
الحب غير المحقق
على الرغم من مشاعر كولريدج القوية، لم تنجح العلاقة بينهما. يبدو أن ماري لم تبادل مشاعره بنفس القدر من الشدة. هناك عدة أسباب محتملة لذلك. ربما كانت ماري تفضل الاستقرار والأمان الذي يمكن أن يوفره لها الزواج من رجل آخر، وربما لم تكن مستعدة لتحمل صعوبات الحياة كزوجة لشاعر يعاني من مشاكل صحية ونفسية. بالإضافة إلى ذلك، كان كولريدج يعاني من مشاكل صحية، بما في ذلك إدمان الأفيون، مما قد يكون أثر على قدرته على إقامة علاقة مستقرة.
في النهاية، تزوجت ماري من رجل آخر، وهو السيد تود. كان هذا الزواج بمثابة ضربة قاسية لكولريدج، الذي شعر بالإحباط واليأس. ومع ذلك، استمر في الاحتفاظ بمشاعره تجاه ماري، وظلت حاضرة في كتاباته وشعره.
تأثيرها على شعر كولريدج
تركت ماري إيفانز بصمة واضحة على شعر كولريدج. لقد ألهمته لكتابة بعض من أجمل قصائده، بما في ذلك قصائد الحب والشوق. يظهر اسمها أو ذكرها في العديد من قصائده، حيث يعبر عن حبه لها وحزنه على فقدانها. كما ألهمته لكتابة قصائد أخرى تتعلق بمواضيع مثل الحب، والفقدان، والمعاناة. تعتبر ماري إيفانز مصدر إلهام دائم لكولريدج، وبدونها ربما كان إرثه الأدبي مختلفًا.
من بين القصائد التي تأثرت بها ماري، يمكن ذكر:
- “مذكرات الحب“: هذه القصيدة تعبر عن حبه العميق ورغبته في ماري.
- “كريستابيل“: على الرغم من عدم ذكر اسم ماري فيها بشكل صريح، إلا أن هناك أوجه تشابه بين شخصية كريستابيل وماري، مما يشير إلى تأثيرها على خيال كولريدج.
- العديد من القصائد الغنائية التي تعبر عن مشاعر الحب والحزن.
تُظهر هذه القصائد كيف استخدم كولريدج تجربته مع ماري كمصدر إلهام لإبداعه الأدبي. لقد حول مشاعره الشخصية إلى فن، مما سمح للقراء بالتعرف على عواطف الحب والفقدان والإحباط.
حياتها اللاحقة
بعد زواجها من السيد تود، عاشت ماري حياة هادئة نسبيًا. لم تكن هناك الكثير من المعلومات عن حياتها بعد زواجها، على الرغم من أنها ربما بقيت على اتصال مع بعض معارفها. ومع ذلك، فإن إرثها الرئيسي يكمن في دورها في حياة كولريدج وإلهامها له.
من المهم ملاحظة أن العلاقة بين ماري وكولريدج كانت معقدة ومتعددة الأوجه. كان كولريدج يعبد ماري، بينما يبدو أنها لم تبادله نفس المشاعر. على الرغم من أن العلاقة لم تنجح، إلا أنها تركت تأثيرًا كبيرًا على حياة كولريدج وشعره. لقد ألهمته لكتابة بعض من أجمل قصائده، وجعلته يفكر في مواضيع مثل الحب، والفقدان، والمعاناة. يعتبر كلاً من ماري وكولريدج شخصيات مهمة في الأدب الرومانسي الإنجليزي، وقصتهما هي قصة عن الحب، والفقدان، والإبداع.
أهمية ماري إيفانز في الأدب الرومانسي
تعتبر ماري إيفانز شخصية مهمة في الأدب الرومانسي الإنجليزي، وذلك لعدة أسباب:
- الإلهام الإبداعي: ألهمت ماري كولريدج لكتابة بعض من أهم قصائده.
- تمثيل الحب غير المتبادل: تجسد قصة حبها مع كولريدج موضوع الحب غير المتبادل، وهو موضوع شائع في الأدب الرومانسي.
- تأثيرها على تطور الشعر الرومانسي: ساهمت العلاقة بينهما في تشكيل رؤية كولريدج للعالم والشعر، مما أثر بدوره على تطور الشعر الرومانسي.
تساهم دراسة حياة ماري إيفانز في فهم أفضل للرومانسية الإنجليزية وعصورها. تساعدنا على فهم تعقيدات الحب والعواطف الإنسانية والإبداع الفني. إنها شخصية تاريخية حقيقية أثرت بشكل كبير على حياة وشعر أحد أعظم شعراء اللغة الإنجليزية.
خاتمة
ماري إيفانز، أو ماري تود، كانت أول حب للشاعر صمويل تايلر كولريدج. على الرغم من أن علاقتهما لم تنجح، إلا أنها تركت تأثيرًا عميقًا على حياته وشعره. ألهمت ماري كولريدج لكتابة بعض من أجمل قصائده، وتعتبر شخصية مهمة في الأدب الرومانسي الإنجليزي. تذكرنا قصة حياتها بأهمية الحب، والفقدان، والإبداع في حياة الإنسان.