تاريخ السفينة
بُنيت السفينة في الأصل في عام 1975 في أحواض بناء السفن في يوكوهاما، اليابان. بدأت حياتها باسم “أوشيما مارو” (Oshima Maru) وعملت كسفينة أبحاث نفطية. في عام 2007، استحوذت عليها جمعية سي شيبرد للحفاظ على البيئة وأعادت تسميتها تكريماً لستيف إيروين الذي توفي في عام 2006. بعد التعديلات والإصلاحات، أصبحت السفينة جاهزة للانضمام إلى أسطول سي شيبرد، وبدأت رحلتها في الدفاع عن المحيطات.
مهام السفينة
شاركت إم في ستيف إيروين في العديد من الحملات المثيرة للجدل، والتي هدفت في الغالب إلى إعاقة صيد الحيتان غير القانوني. كانت السفينة تتواجد بانتظام في المياه المتنازع عليها حول القارة القطبية الجنوبية، حيث كانت تواجه سفن صيد الحيتان اليابانية. تضمنت مهامها:
- مضايقة سفن صيد الحيتان: استخدمت السفينة أساليب مختلفة مثل تعطيل معدات الصيد، وإلقاء قوارب صغيرة في مسار سفن صيد الحيتان، ومحاولة إتلاف سفنهم.
- توثيق أنشطة صيد الحيتان: قامت بتصوير وتسجيل أدلة على عمليات صيد الحيتان، والتي قدمت كأدلة في المحاكم الدولية وفي حملات التوعية العامة.
- إنقاذ الحياة البحرية: ساعدت في إنقاذ الحيوانات البحرية التي علقت في معدات الصيد، أو التي تعرضت للإصابة.
- نشر الوعي: كانت السفينة بمثابة منصة لنشر الوعي حول قضايا الحفاظ على البيئة، وجذب الانتباه إلى أهمية حماية المحيطات.
التحديات والمواجهات
واجهت إم في ستيف إيروين العديد من التحديات والمواجهات خلال مهماتها. تعرضت السفينة لهجمات متكررة من سفن صيد الحيتان، بما في ذلك الاصطدام المتعمد وإلقاء القنابل المضيئة. تعرض أفراد الطاقم للخطر بشكل متكرر، وشهدوا مواقف صعبة في عرض البحر. على الرغم من هذه التحديات، استمرت السفينة في مهمتها بشجاعة وإصرار.
تضمنت المواجهات البارزة:
- حملة “الأمل واليأس” (Operation Hope and Despair): شهدت مواجهات عنيفة مع سفن صيد الحيتان في المياه القطبية الجنوبية.
- حملة “المحافظون” (Operation Relentless): استمرت فيها المطاردات والمضايقات لسفن صيد الحيتان اليابانية.
- حملة “الخلاص” (Operation Requiem): تم خلالها تعقب سفن صيد الحيتان حتى تم منعها من الصيد.
دور السفينة في التأثير البيئي
لعبت إم في ستيف إيروين دوراً هاماً في التأثير على الرأي العام والسياسات المتعلقة بحماية البيئة. بفضل جهودها، تم تسليط الضوء على وحشية صيد الحيتان، مما أدى إلى زيادة الوعي العام والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية. كما ساهمت السفينة في تغيير القوانين واللوائح المتعلقة بصيد الحيتان، وتقليل عدد الحيتان التي يتم صيدها.
من خلال توثيق الأنشطة غير القانونية، ساهمت السفينة في تقديم الأدلة التي استخدمت في المحاكم الدولية، مثل محكمة العدل الدولية. أدت هذه الجهود إلى فرض قيود على صيد الحيتان في بعض المناطق، وتغيير سلوك بعض الدول التي كانت تمارس هذه الممارسات.
تقاعد السفينة
بعد سنوات من الخدمة الشجاعة، تقاعدت إم في ستيف إيروين في عام 2018. في عام 2019، غرقت السفينة في منطقة نائية بالقرب من ساحل أستراليا الغربية. على الرغم من هذا الحادث المؤسف، فإن إرث السفينة لا يزال حياً. أصبحت السفينة رمزاً للنضال من أجل البيئة، وتذكيرًا دائمًا بأهمية حماية المحيطات والحياة البحرية. يبقى اسمها محفوراً في سجلات التاريخ كرمز للشجاعة والتفاني في سبيل قضية نبيلة.
إرث ستيف إيروين
يعتبر إرث إم في ستيف إيروين امتداداً لإرث ستيف إيروين نفسه. كان ستيف معروفًا بشغفه بالحياة البرية والتزامه بنشر الوعي حول قضايا الحفاظ على البيئة. تجسد السفينة هذا الإرث من خلال القيام بدور نشط في حماية الحياة البحرية، والعمل على تحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة. ألهمت السفينة الكثيرين للانضمام إلى جهود الحفاظ على البيئة، وجعلت من اسمها كلمة مرادفة للشجاعة والتفاني.
خاتمة
كانت إم في ستيف إيروين أكثر من مجرد سفينة؛ بل كانت رمزًا للنضال من أجل المحيطات وحمايتها. من خلال حملاتها الجريئة، ساعدت في زيادة الوعي العام بقضايا صيد الحيتان وغيره من الأنشطة المدمرة. على الرغم من تقاعدها وغرقها، فإن إرثها يبقى حياً، وتستمر في إلهام النشطاء والمهتمين بالحفاظ على البيئة حول العالم. تبقى قصتها تذكيرًا دائمًا بأهمية حماية كوكبنا والحياة التي تعيش فيه.