الحياة المبكرة والتعليم
ولد إثيلبيرت شتاوفر في فريدلسهايم، ألمانيا. بدأ تعليمه في المدرسة المحلية قبل أن ينتقل إلى المدرسة الثانوية في مانهايم. أظهر شتاوفر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم الإنسانية، وخاصة التاريخ والفلسفة. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بجامعة هايدلبرغ لدراسة اللاهوت والفلسفة الكلاسيكية. تأثر شتاوفر بالعديد من الأساتذة البارزين خلال دراسته، مما ساهم في تشكيل تفكيره النقدي والتحليلي.
واصل شتاوفر دراساته في جامعات أخرى، بما في ذلك جامعة ماربورغ وجامعة برلين، حيث تعمق في دراسة اللاهوت الكتابي والتاريخ الكنسي. حصل على الدكتوراه في اللاهوت في عام 1927، وكانت أطروحته حول موضوع “التاريخ الديني لليونان والرومان في العصور القديمة المتأخرة”.
المسيرة المهنية
بدأ شتاوفر مسيرته المهنية كأستاذ مساعد في اللاهوت في جامعة ماربورغ. في عام 1930، انتقل إلى جامعة يينا، حيث عمل كأستاذ مساعد في العهد الجديد. خلال فترة عمله في يينا، قام بتوسيع نطاق أبحاثه ليشمل دراسة علم العملات، وخاصة العملات الرومانية واليونانية القديمة. كان لديه شغف كبير بالعملات كأدوات لفهم التاريخ والثقافة القديمة.
في عام 1946، انتقل شتاوفر إلى جامعة إرلانجن، حيث عين أستاذاً في العهد الجديد والتاريخ الكنسي. أمضى بقية حياته المهنية في إرلانجن، وأصبح شخصية بارزة في الأوساط الأكاديمية الألمانية. اشتهر شتاوفر بقدرته على الجمع بين البحث العلمي الدقيق والتفكير اللاهوتي العميق. نشر العديد من الكتب والمقالات التي تناولت مواضيع متنوعة، من اللاهوت الكتابي إلى علم العملات.
إسهاماته في اللاهوت وعلم العملات
كان لشتاوفر إسهامات كبيرة في كل من اللاهوت وعلم العملات. في مجال اللاهوت، اشتهر بتحليلاته العميقة للنصوص الكتابية، وخاصة رسائل بولس. قدم شتاوفر تفسيرات جديدة ومبتكرة لبعض القضايا اللاهوتية المعقدة، مما أثر بشكل كبير على الفكر اللاهوتي الحديث.
في مجال علم العملات، كان شتاوفر رائداً في استخدام العملات كأدوات لفهم التاريخ والثقافة القديمة. درس العملات الرومانية واليونانية القديمة بعناية، وحلل الرموز والأنماط الموجودة عليها. ساعدت أبحاثه في الكشف عن رؤى جديدة حول الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية في العصور القديمة. يعتبر كتابه “علم العملات الكتابي” من الأعمال الكلاسيكية في هذا المجال.
أعماله البارزة
ترك إثيلبيرت شتاوفر إرثًا غنيًا من الكتابات التي لا تزال تؤثر على الباحثين حتى اليوم. من بين أعماله البارزة:
- “التاريخ الديني لليونان والرومان في العصور القديمة المتأخرة” (أطروحة الدكتوراه)
- “رسائل بولس” (تحليل لاهوتي لرسائل بولس)
- “علم العملات الكتابي” (دراسة للعملات في الكتاب المقدس)
- العديد من المقالات والمساهمات في المجلات الأكاديمية
حياته الشخصية
كان شتاوفر رجلاً متواضعًا ومحبًا للعلم. كان يتمتع بعلاقات قوية مع زملائه وطلابه. كان معروفًا بتفانيه في التدريس والبحث، وتأثيره الكبير على جيل من العلماء. كان متزوجًا ولديه أطفال.
إرثه
رحل إثيلبيرت شتاوفر في 1 أغسطس 1979 في إرلانجن. تركت وفاته فراغًا في الأوساط الأكاديمية الألمانية، ولكن إرثه مستمر. لا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع، ويستمر تأثيره على اللاهوت وعلم العملات حتى اليوم. يعتبر شتاوفر مثالاً للعالم الذي جمع بين المعرفة العميقة والالتزام الأخلاقي.
خاتمة
كان إثيلبيرت شتاوفر شخصية متعددة الجوانب، حيث جمع بين اللاهوت وعلم العملات. أثرت أبحاثه وكتاباته بشكل كبير على الفكر اللاهوتي وفهم التاريخ القديم. يعتبر شتاوفر من العلماء البارزين الذين تركوا بصمة دائمة في مجالات تخصصهم.