الحياة المبكرة والتعليم
وُلد إريك ماكاي في منطقة “والورث” في لندن، وتلقى تعليمه في كلية “أوليفيه” في “كليفتون”. لم يُعرف الكثير عن طفولته المبكرة أو خلفيته العائلية، باستثناء أنه كان أخًا غير شقيق لماري كوريلّي، الروائية التي اشتهرت في ذلك الوقت. يبدو أنه أظهر اهتمامًا مبكرًا بالأدب والشعر، مما قاده إلى متابعة مسيرة مهنية في هذا المجال.
المسيرة المهنية الأدبية
بدأ ماكاي حياته المهنية كشاعر، ونشر العديد من المجموعات الشعرية. كان أسلوبه يتميز بالرومانسية والإثارة الدرامية، وغالبًا ما استوحى من الأساطير والتاريخ. من بين أشهر أعماله “ايزيس أون ذا نايل” و “لوست ليجيندز”. حصلت قصائده على مراجعات إيجابية في عصره، وأشاد النقاد بموهبته في التعبير الشعري.
كانت قصائده في الغالب ذات طابع رومنسي وتعبّر عن مواضيع مختلفة، مثل الحب، الموت، والأساطير القديمة. تميّزت أعماله باستخدام اللغة الغنيّة والأسلوب الشعري المميّز. على الرغم من أن أعماله لم تحظَ بشهرة واسعة مثل أعمال شعراء بارزين آخرين في تلك الفترة، إلا أنها حازت على إعجاب شريحة معيّنة من القراء والنقاد الأدبيين.
العلاقة مع ماري كوريلّي
كانت العلاقة بين إريك ماكاي وشقيقته ماري كوريلّي معقدة. في حين أن كوريلّي كانت كاتبة ناجحة ومشهورة، كان ماكاي يعتمد عليها ماليًا. هذا الاعتماد المالي، إلى جانب الاختلافات في الشخصية والاهتمامات، أدى إلى توترات في العلاقة بينهما. غالبًا ما كانت كوريلّي تدعم ماكاي ماليًا، ويوحي هذا الأمر بأنه كان يعتمد عليها بشكل كبير في حياته اليومية.
أثّرت هذه العلاقة على سمعة ماكاي الأدبية. بعد وفاته، أدت الشهرة التي نالتها كوريلّي إلى طغيان على ذكراه، وبدأ يُنظر إليه على أنه شخصية هامشية. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هذا لا يقلل بالضرورة من قيمة أعماله الشعرية.
السنوات الأخيرة والوفاة
عاش إريك ماكاي سنواته الأخيرة في ظل الاعتماد على شقيقته. توفي في 2 يونيو 1898، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا يتألف من أعمال شعرية متنوعة. دفنت جثته في مقبرة “أفنبوري”، بالقرب من منزل كوريلّي في ستراتفورد أبون إيفون. على الرغم من أن سمعته تراجعت بعد وفاته، إلا أن أعماله لا تزال تثير الاهتمام الأكاديمي والنقدي، وتُدرس أحيانًا في سياق الأدب الفيكتوري.
تقييم إرثه
يُعتبر إريك ماكاي اليوم شخصية مثيرة للاهتمام في تاريخ الأدب. على الرغم من أنه لم يحقق الشهرة الواسعة لشقيقته، إلا أن أعماله الشعرية تستحق التقدير. يكمن الإرث الأدبي لماكاي في قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية، وتصوير العوالم التاريخية والأسطورية. يمكن رؤية تأثير أسلوبه في بعض الشعراء اللاحقين، على الرغم من أن هذا التأثير لم يكن كبيرًا. إن دراسة أعماله تقدم رؤية قيمة في سياق الأدب الفيكتوري، وتسلط الضوء على التحديات التي واجهها الفنانون في تلك الفترة.
ما يزال يُذكر إريك ماكاي كشاعر ثانوي، لكن أعماله تحتفظ بجاذبية خاصة بها. إن فهم حياته وعلاقته مع ماري كوريلّي يساعد على إلقاء الضوء على التعقيدات الإنسانية، والتحديات التي تواجه الفنانين في السعي لتحقيق الاعتراف الأدبي. إن إرثه الأدبي يستمر في إلهام الباحثين والقراء المهتمين بالأدب الفيكتوري.
خاتمة
كان إريك ماكاي شاعرًا إنجليزيًا ثانويًا، ترك بصمته في الأدب الفيكتوري. على الرغم من أنه عاش في ظل شقيقته المشهورة، ماري كوريلّي، إلا أن أعماله الشعرية لا تزال تحظى بالاهتمام النقدي. تعكس قصائده أسلوبًا رومانسيًا ودراميًا، وتستكشف مواضيع الحب والموت والأساطير. على الرغم من أن إرثه قد طغى عليه شهرة شقيقته، إلا أن أعماله تقدم رؤية قيمة في سياق الأدب الفيكتوري، وتسلط الضوء على التحديات التي واجهها الفنانون في تلك الفترة. إن دراسة حياته وأعماله تساعدنا على فهم التعقيدات الإنسانية، والتحديات التي تواجه الفنانين في السعي لتحقيق الاعتراف الأدبي.