تاريخ التأسيس والأهداف
يعود تأسيس المؤسسة إلى رغبة فيكتور هاسيلبلاد وزوجته إيرنا في دعم العلوم والفنون، ولا سيما التصوير الفوتوغرافي الذي كان مجال اهتمامهم وشغفهم. حددت الوصية أهداف المؤسسة بوضوح، وهي:
- دعم البحث والتعليم في العلوم الطبيعية، وخاصة في مجالات مثل علم الأحياء والطب والفيزياء.
- تشجيع ودعم التصوير الفوتوغرافي، من خلال منح الجوائز والمنح الدراسية، وتنظيم المعارض والفعاليات.
منذ تأسيسها، لعبت المؤسسة دورًا محوريًا في تطوير التصوير الفوتوغرافي، من خلال الاعتراف بالإنجازات البارزة وتقديم الدعم المالي والفني للفنانين والمصورين. وقد ساهمت المؤسسة في تعزيز الوعي بأهمية التصوير كشكل من أشكال التعبير الفني، وأيضاً كأداة للتوثيق العلمي.
جائزة هاسيلبلاد
تُعد جائزة هاسيلبلاد (Hasselblad Award) الجائزة الأبرز التي تمنحها المؤسسة، وهي واحدة من أرقى الجوائز في مجال التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم. تأسست الجائزة في عام 1980، وتُمنح سنويًا لمصور أو مصورة قدم/قدمت مساهمات بارزة في مجال التصوير الفوتوغرافي. قيمة الجائزة كبيرة، وتشمل مبلغًا ماليًا كبيرًا، بالإضافة إلى تنظيم معرض لأعمال الفائز/الفائزة، ونشر كتاب يوثق أعماله/أعمالها.
يتم اختيار الفائز/الفائزة بالجائزة من قبل لجنة تحكيم دولية تتكون من خبراء في مجال التصوير الفوتوغرافي من جميع أنحاء العالم. وتضم قائمة الفائزين بالجائزة أسماء لامعة في عالم التصوير، من بينهم مصورون مشهورون مثل: أنسل آدمز، هنري كارتييه بريسون، سيجيفا، وجيف وول.
إلى جانب الجائزة الرئيسية، تنظم المؤسسة أيضًا معارض لأعمال الفائزين بالجائزة، وتقيم فعاليات تعليمية وورش عمل، مما يساهم في نشر الوعي بأعمالهم وتعزيز التبادل الثقافي بين المصورين والجمهور.
برامج المنح والزمالات
بالإضافة إلى جائزة هاسيلبلاد، تقدم المؤسسة مجموعة متنوعة من المنح الدراسية وبرامج الزمالة لدعم المصورين والباحثين في مجال التصوير الفوتوغرافي. تهدف هذه البرامج إلى تمكين الفنانين والعلماء من مواصلة أبحاثهم وتطوير مهاراتهم، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي والعلمي.
تشمل برامج المنح الدراسية والزمالات:
- منح السفر: لدعم المصورين والباحثين في السفر إلى مواقع مختلفة لإجراء البحوث أو المشاركة في المشاريع الفنية.
- منح الإقامة: لتوفير بيئة عمل مناسبة للمصورين والباحثين في استوديوهات أو مؤسسات فنية.
- برامج الزمالة: لتقديم الدعم المالي والفني للمصورين والباحثين لتنفيذ مشاريعهم الإبداعية.
من خلال هذه البرامج، تسعى المؤسسة إلى تعزيز التبادل الثقافي والتعاون بين الفنانين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وتوفير الفرص لهم لعرض أعمالهم ومشاركتها مع الجمهور.
المعارض والفعاليات التعليمية
تنظم مؤسسة هاسيلبلاد مجموعة متنوعة من المعارض والفعاليات التعليمية على مدار العام، بهدف نشر الوعي بأعمال المصورين وتعزيز فهم الجمهور للتصوير الفوتوغرافي كشكل فني وثقافي. تقام المعارض في مواقع مختلفة حول العالم، وتتميز بتنوع المواضيع والأساليب الفنية.
تشمل الفعاليات التعليمية:
- ورش العمل: لتعليم المهارات الفنية والتقنية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
- المحاضرات: يقدمها خبراء في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتهدف إلى مناقشة القضايا الفنية والثقافية المتعلقة بالتصوير.
- الندوات: تجمع بين المصورين والباحثين لمناقشة المشاريع والاتجاهات الحديثة في التصوير.
من خلال هذه الفعاليات، تسعى المؤسسة إلى إلهام الأجيال القادمة من المصورين، وتعزيز الحوار الثقافي حول فن التصوير.
التعاون والشراكات
تتعاون مؤسسة هاسيلبلاد مع مجموعة متنوعة من المؤسسات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، لتبادل الخبرات وتعزيز التبادل الثقافي في مجال التصوير الفوتوغرافي. وتشمل هذه الشراكات المتاحف والمعارض الفنية والجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
من خلال هذه الشراكات، تتمكن المؤسسة من:
- توسيع نطاق تأثيرها وتعزيز الوعي بأعمالها.
- تقديم الدعم المالي والفني للمصورين والباحثين في مختلف أنحاء العالم.
- تنظيم معارض وفعاليات مشتركة.
- تبادل الخبرات والمعرفة في مجال التصوير الفوتوغرافي.
تسعى المؤسسة باستمرار إلى تطوير شراكات جديدة لتعزيز دورها في دعم وتطوير التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم.
التأثير والتقدير
حصلت مؤسسة هاسيلبلاد على تقدير واسع النطاق لدورها في دعم التصوير الفوتوغرافي، وساهمت بشكل كبير في تطوير هذا المجال على مدار العقود الماضية. وقد ساعدت المؤسسة في:
- الاعتراف بالإنجازات البارزة في مجال التصوير.
- دعم الفنانين والمصورين من خلال الجوائز والمنح الدراسية.
- نشر الوعي بأهمية التصوير كشكل فني وثقافي.
- تعزيز التبادل الثقافي بين المصورين والجمهور.
تعتبر المؤسسة منارة ثقافية عالمية، وتلهم الأجيال القادمة من المصورين والفنانين. من خلال التزامها بالتميز والابتكار، تواصل المؤسسة لعب دور حيوي في تطوير التصوير الفوتوغرافي في المستقبل.
التحديات والمستقبل
تواجه مؤسسة هاسيلبلاد بعض التحديات، بما في ذلك:
- الحفاظ على مستوى التمويل المستدام لدعم برامجها ومشاريعها.
- التكيف مع التغيرات السريعة في مجال التصوير الفوتوغرافي، بما في ذلك ظهور التقنيات الرقمية.
- الحفاظ على مكانتها الرائدة في عالم التصوير، مع استمرار التنافس من المؤسسات الأخرى.
ومع ذلك، فإن المؤسسة ملتزمة بمواصلة مهمتها في دعم التصوير الفوتوغرافي، وتطمح إلى:
- توسيع نطاق برامجها ومشاريعها لتشمل المزيد من الفنانين والمصورين.
- التعاون مع المزيد من المؤسسات والمنظمات في جميع أنحاء العالم.
- استكشاف التقنيات والأساليب الجديدة في التصوير الفوتوغرافي.
بصفتها مؤسسة رائدة في مجال التصوير، تواصل مؤسسة هاسيلبلاد لعب دور محوري في تشكيل مستقبل هذا الفن.
خاتمة
تعتبر مؤسسة هاسيلبلاد مؤسسة سويدية مرموقة، لعبت دورًا حيويًا في تطوير التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم. من خلال جائزة هاسيلبلاد المرموقة، وبرامج المنح الدراسية، والمعارض، والفعاليات التعليمية، ساهمت المؤسسة في دعم الفنانين والباحثين، وتعزيز الوعي بأهمية التصوير كشكل من أشكال التعبير الفني والثقافي. ومع التزامها بالتميز والابتكار، تواصل المؤسسة إلهام الأجيال القادمة من المصورين، وتشكل مستقبل هذا الفن.