خلفية الجولة
بعد النجاح التجاري والنقدي لألبوميه السابقين، “1. خارج” (1. Outside) و”إرضاء” (Earthling)، قرر بوي اتخاذ نهج مختلف في ألبومه التالي. تعاون مع فريق عمل جديد من الكتاب والمنتجين، بما في ذلك ريوزا ساكاموتو وبول موران، لخلق صوت أكثر تأملية وشخصية. كان الألبوم نتيجة للعديد من الجلسات التجريبية، مع التركيز على نغمات البيانو والآلات الوترية، مع الحفاظ على العناصر الإلكترونية التي تميز عمله في التسعينيات. صدر الألبوم في عام 1999، وكان بمثابة تحول في أسلوب بوي الموسيقي، حيث ابتعد عن موسيقى الروك الصناعية والتجارب الإلكترونية في الألبومات السابقة.
مفاهيم الألبوم
كان ألبوم “ساعات…” (Hours…) بمثابة عمل مفهوم، يركز على مواضيع مثل الشيخوخة والوقت والفناء. استكشف بوي أفكارًا حول الذكريات والخسارة والندم، وكثيرًا ما استخدم صورًا من طفولته وشبابه. عنوان الألبوم نفسه كان بمثابة إشارة إلى مرور الوقت وتأثيره على حياة الإنسان. كان غلاف الألبوم عبارة عن صورة شخصية لبوي، وظهر فيها في ملابس بسيطة ونظرة حزينة، مما عزز موضوع الألبوم العام. كان الألبوم بمثابة استكشاف لجانب أكثر شخصية وضعفًا في شخصية بوي، مما سمح للمعجبين بالتعرف على الفنان على مستوى أعمق.
تكوين الجولة
تألفت جولة الساعات (Hours Tour) من عدد قليل من العروض الحية، معظمها في أماكن صغيرة وحميمة. سمح هذا لبوي بالتواصل مع جمهور أصغر بطريقة أكثر حميمية. بدأت الجولة في أكتوبر 1999، وتضمنت عروضًا في مدن مثل لندن ونيويورك وباريس. تميزت العروض بتنوع كبير في الإعداد، من النوادي الليلية الصغيرة إلى المسارح الأكبر. ركزت قائمة العروض على مواد من ألبوم “ساعات…” (Hours…)، بالإضافة إلى بعض الأغاني الكلاسيكية من كتالوج بوي الخلفي. كان هناك أيضًا تركيز على التجارب البصرية، مع استخدام الإضاءة والرسومات لخلق جو غامر.
العروض البارزة
تميزت الجولة بالعديد من العروض البارزة. أحد أبرزها كان عرضًا في مسرح “نيو يورك سيتي” في نيويورك، حيث قدم بوي مجموعة من المواد الجديدة والمواد الكلاسيكية المفضلة للمعجبين. شهد هذا العرض إقبالًا كبيرًا، وحظي باستقبال نقدي إيجابي. عرض آخر بارز كان في نادي “ذا كورنتين” في لندن، حيث قدم بوي عرضًا حميميًا أمام حشد صغير. سمح هذا العرض للمعجبين برؤية جانب أكثر ضعفًا في بوي، حيث شارك في قصص وذكريات شخصية بين الأغاني. بالإضافة إلى العروض الحية، تضمنت الجولة العديد من المقابلات الإعلامية، حيث ناقش بوي الألبوم وعملية الإبداع، وكذلك لقاءات المعجبين، حيث تفاعل بشكل مباشر مع محبيه.
الاستقبال والتقييم
تلقت جولة الساعات (Hours Tour) استقبالًا إيجابيًا بشكل عام من قبل النقاد والمعجبين. أشاد النقاد بأداء بوي الصوتي والمسرحي، بالإضافة إلى الجو الحميمي للعروض. اعتبر العديد من المعجبين الجولة فرصة لرؤية بوي في بيئة أكثر حميمية، مما سمح لهم بالتواصل مع الفنان على مستوى أعمق. ساهمت الجولة أيضًا في زيادة مبيعات الألبوم، حيث اكتشف العديد من المعجبين الجدد عمل بوي. على الرغم من أن الجولة كانت قصيرة نسبيًا، إلا أنها تركت انطباعًا دائمًا على المشهد الموسيقي.
التأثير والإرث
تركت جولة الساعات (Hours Tour) تأثيرًا كبيرًا على مسيرة ديفيد بوي. أثبتت الجولة أن بوي كان لا يزال قادرًا على جذب الجماهير وإثارة إعجاب النقاد حتى بعد عقود من العمل في هذا المجال. سمحت الجولة لبوي بالاتصال بجمهوره بطريقة أكثر حميمية، مما أدى إلى تعزيز رابطة قوية بين الفنان ومعجبيه. كما مهدت الجولة الطريق لمشاريع مستقبلية، بما في ذلك ألبومات “هيتن” (Heathen) و”واقع” (Reality)، والتي استمرت في استكشاف مواضيع مماثلة. لا يزال يُذكر جولة الساعات (Hours Tour) باعتبارها لحظة مهمة في تاريخ بوي الموسيقي، حيث شهدت عودة فنان أسطوري إلى شكل جديد ومثير.
خاتمة
بشكل عام، كانت جولة الساعات (Hours Tour) عبارة عن جهد ترويجي ناجح لديفيد بوي، يهدف إلى دعم ألبومه “ساعات…” (Hours…). على الرغم من أنها كانت قصيرة النطاق نسبيًا، إلا أنها تركت انطباعًا كبيرًا على المعجبين والنقاد على حد سواء، وأظهرت بوي في أبهى صوره، حيث جمع بين الموسيقى والابتكار والشخصية. أثبتت الجولة أن بوي كان لا يزال فنانًا مبدعًا وقويًا، قادرًا على التكيف مع المشهد الموسيقي المتغير والحفاظ على مكانته كأحد أكثر الفنانين تأثيرًا في كل العصور.