اكتشاف وتسمية
تم وصف زينوبوسيدون لأول مرة في عام 2007 من قبل كينيث كاربنتر وزملاؤه بناءً على فقرة ظهرية واحدة (فقرة الظهر) تم العثور عليها في تكوين ويلمنجتون في شرق ساسكس، إنجلترا. تم جمع العينة، التي تحمل رمز المتحف BMNH R2863، من قبل جون ويليامز في عام 1891 وتم تخزينها في متحف التاريخ الطبيعي في لندن. ظلت الفقرة، التي كانت مجهولة في البداية، في مجموعة المتحف لسنوات عديدة قبل أن يتم التعرف عليها كنوع جديد من الديناصورات.
الاسم “زينوبوسيدون” يجمع بين “زينو-” (من اليونانية القديمة ξένος، وتعني “غريب” أو “أجنبي”) و “بوسيدون”، في إشارة إلى إله البحر في الأساطير اليونانية. هذا الاسم يعكس كل من طبيعة العينة كنوع غير مألوف وكذلك علاقته المفترضة بسوروبوسيدون، وهو جنس آخر من الديناصورات الصوروبودية.
الوصف والتشريح
تُظهر فقرة زينوبوسيدون عدة ميزات تشريحية مميزة. بشكل خاص، تتميز الفقرة بكونها مقعرة من الجانبين، مما يعطيها شكلاً مميزًا يشبه الساعة الرملية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العمود الفقري العصبي طويل نسبيًا، وهي سمة يمكن أن تساعد في تحديد هذا الجنس.
بسبب طبيعة العينة الوحيدة، فإن حجم زينوبوسيدون الدقيق غير معروف على وجه اليقين. ومع ذلك، بناءً على حجم الفقرة، يقدر العلماء أن هذا الديناصور كان كبيرًا، وربما وصل إلى حجم مشابه للصوروبودات الأخرى. بناءً على التشابهات الهيكلية مع الديناصورات الأخرى من فصيلة ريباشيسوريد، فمن المفترض أن زينوبوسيدون كان ذا عنق طويل ورأس صغير وجسم ضخم، مدعومًا بأربعة أرجل قوية.
التصنيف
يصنف زينوبوسيدون حاليًا ضمن فصيلة ريباشيسوريد، وهي مجموعة من الديناصورات الصوروبودية التي تميزت بأعناقها الطويلة، ورؤوسها الصغيرة، وأسنانها الشبيهة بالقلم الرصاص. وقد تم وضع هذه الديناصورات في علاقة وثيقة مع ديناصورات أخرى مثل ريباشيسورس (Rebbachisaurus) و ليامايسوروس (Limaysaurus). يعتمد هذا التصنيف على التشابهات في تشريح الفقرات، وخاصة شكل جسم الفقرة، وكذلك بعض السمات الأخرى الموجودة في عظام الأطراف.
ومع ذلك، فإن وضع زينوبوسيدون الدقيق داخل ريباشيسوريد لا يزال موضوع نقاش. يشير بعض الباحثين إلى أن زينوبوسيدون قد يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بـ سوروبوسيدون، بينما يقترح آخرون أنه قد يكون ممثلًا مبكرًا نسبيًا لعائلة ريباشيسوريد ككل.
السلوك والنظام الغذائي
مثل جميع الصوروبودات، كان زينوبوسيدون حيوانًا عشبيًا، واعتمد على النباتات لتلبية احتياجاته الغذائية. نظرًا لطول عنقه، كان من المحتمل أن يكون قادرًا على الوصول إلى أوراق الشجر في الأشجار العالية. تكيفت أسنانه الشبيهة بالقلم الرصاص لتقطيع النباتات بدلًا من المضغ. أما بالنسبة لسلوكه، فمن المفترض أن زينوبوسيدون، مثل الصوروبودات الأخرى، كان يعيش في قطعان، مما يوفر الحماية من الحيوانات المفترسة وزيادة فرص الحصول على الغذاء.
البيئة القديمة
عاش زينوبوسيدون في بيئة ساحلية في شرق إنجلترا خلال العصر الطباشيري المبكر. تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن هذه المنطقة كانت في ذلك الوقت عبارة عن دلتا نهرية منخفضة، مع غابات كثيفة وتنوع كبير في الحياة النباتية. تشمل الحيوانات الأخرى التي عثر عليها في نفس المنطقة أنواعًا مختلفة من الديناصورات الأخرى، بالإضافة إلى الزواحف البحرية والأسماك.
الأهمية
على الرغم من أنه معروف فقط من خلال فقرة واحدة، إلا أن زينوبوسيدون مهم لأنه يمثل اكتشافًا مبكرًا نسبيًا لأحد أفراد عائلة ريباشيسوريد في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، يوفر زينوبوسيدون نظرة ثاقبة على تنوع الصوروبودات وتطورها خلال العصر الطباشيري المبكر. تساهم دراسة هذه الأحفورة في فهمنا لتاريخ الحياة على الأرض وكيف تطورت الديناصورات.
خاتمة
زينوبوسيدون هو جنس من الديناصورات الصوروبودية من فصيلة ريباشيسوريد، عاش خلال العصر الطباشيري المبكر في إنجلترا. على الرغم من أنه معروف فقط من فقرة واحدة، إلا أن زينوبوسيدون مهم لأنه يمثل اكتشافًا مبكرًا نسبيًا لأحد أفراد عائلة ريباشيسوريد في أوروبا. يشير الاسم إلى التشابه مع جنس آخر من الديناصورات الصوروبودية، سوروبوسيدون. توفر دراسة هذا الديناصور نظرة ثاقبة على تطور الصوروبودات وتنوعها في العصر الطباشيري المبكر.