التصميم والتطوير
تم تصميم الطرادات من فئة أكتيف في أوائل القرن العشرين كجزء من برنامج التسلح البحري البريطاني. كان الهدف الرئيسي هو بناء سفن سريعة وقادرة على الاستطلاع واكتشاف العدو. تميز التصميم بالعديد من الميزات المتقدمة في ذلك الوقت، بما في ذلك المحركات البخارية التوربينية التي سمحت للسفن بتحقيق سرعات عالية. تم بناء الطرادات في أحواض بناء السفن المختلفة، بما في ذلك أحواض بناء السفن في ديفونبورت وبورتسموث.
بدأ بناء الطرادات في عام 1910، وتم الانتهاء منها في عام 1911 و1912. كانت السفن الثلاثة هي:
- إتش إم إس أكتيف (HMS Active)
- إتش إم إس أمفيون (HMS Amphion)
- إتش إم إس فيكتوريا (HMS Inconstant)
كانت السفن الثلاثة متشابهة في التصميم، ولكن كان هناك بعض الاختلافات الطفيفة في التجهيزات والتسليح. كان الطول الإجمالي للسفن حوالي 450 قدمًا، وكان عرضها حوالي 47 قدمًا. كان الإزاحة القياسية للسفن حوالي 3300 طن، وكان طاقم كل سفينة يتكون من حوالي 300 ضابط وبحار.
التسليح والحماية
كانت الطرادات من فئة أكتيف مسلحة بثمانية مدافع سريعة الإطلاق عيار 4 بوصات. بالإضافة إلى ذلك، كانت السفن تحمل طوربيدات عيار 21 بوصة. كانت السفن محمية بدروع خفيفة، وكان ذلك يهدف إلى حماية الأجزاء الحيوية من السفن، مثل حجرات المحركات وغرف الذخيرة. ومع ذلك، لم تكن الحماية كافية لتحمل ضربات المدفعية الثقيلة.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
شهدت الطرادات من فئة أكتيف خدمة نشطة خلال الحرب العالمية الأولى. شاركت السفن في العديد من العمليات، بما في ذلك دوريات بحر الشمال ومرافقة القوافل. كانت إحدى أهم مهامها هي الاستطلاع واكتشاف سفن العدو. لعبت هذه السفن دورًا حاسمًا في معركة هيلغولاند بايت عام 1914، حيث ساهمت في إغراق عدة سفن حربية ألمانية. كما شاركت في معركة جوتلاند عام 1916، وهي أكبر معركة بحرية في الحرب.
عانت السفن من بعض الخسائر خلال الحرب. غرقت إتش إم إس أمفيون في أغسطس 1914 بعد اصطدامها بلغم ألماني. نجت السفينتان الأخريان من الحرب، ولكنهما تعرضتا لأضرار طفيفة في عدة مناسبات.
التعديلات والتحديثات
خضعت الطرادات من فئة أكتيف لبعض التعديلات والتحديثات خلال فترة خدمتها. شملت هذه التعديلات تحسينات في نظام التسليح والاتصالات. تم تركيب مدافع مضادة للطائرات على بعض السفن، وتم تحسين نظام التحكم في النيران. كما تم تركيب أجهزة لاسلكية متطورة لتحسين الاتصالات مع السفن الأخرى والقوات البرية.
نهاية الخدمة
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تقاعدت الطرادات من فئة أكتيف من الخدمة في أوائل عشرينيات القرن العشرين. تم بيع السفينتين المتبقيتين، إتش إم إس أكتيف وإتش إم إس فيكتوريا، للتفكيك في عام 1921. لم تترك هذه السفن إرثًا دائمًا في تاريخ الحرب البحرية، ولكنها ساهمت بشكل كبير في جهود الحرب البريطانية ومهدت الطريق لتصميم السفن الحربية المستقبلية.
التقييم العام
يمكن اعتبار الطرادات من فئة أكتيف سفنًا ناجحة إلى حد ما. كانت سريعة وقادرة على القيام بمهام الاستطلاع، وأثبتت قيمتها في العديد من العمليات خلال الحرب العالمية الأولى. ومع ذلك، كانت لديها بعض العيوب، مثل الحماية الضعيفة والمدى المحدود. بشكل عام، كانت هذه السفن تمثل تقدمًا مهمًا في تصميم السفن الحربية في أوائل القرن العشرين.
كانت الطرادات من فئة أكتيف بمثابة سفن استكشافية سريعة وقوية، مما مكنها من لعب دور حاسم في الحرب العالمية الأولى. على الرغم من أنهم لم يتركوا إرثًا دائمًا، إلا أن مساهمتهم في جهود الحرب البريطانية كانت كبيرة. إن تصميمهم المبتكر وأدائهم المتفوق جعلهم من بين أفضل السفن في فئتهم في ذلك الوقت. لقد ساهمت هذه السفن في تغيير مسار الحرب البحرية في أوائل القرن العشرين.
خاتمة
تمثل الطرادات من فئة أكتيف مثالاً على تصميم السفن الحربية في أوائل القرن العشرين. على الرغم من أنها لم تكن طويلة الخدمة، فقد تركت بصمة في التاريخ البحري بفضل سرعتها وقدرتها على الاستطلاع. ساهمت هذه السفن في العمليات البحرية خلال الحرب العالمية الأولى، وساعدت في تشكيل تطور السفن الحربية في المستقبل. كانت السفن بمثابة شهادة على التكنولوجيا البحرية في ذلك الوقت.