النشأة والتعليم
ولدت سارة أولدفيلد في المملكة المتحدة. تلقت تعليمها في جامعة كامبريدج، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في علم النبات. تابعت دراساتها العليا في جامعة أكسفورد، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم البيئة النباتية. خلال دراستها، تعمقت في فهمها للعمليات البيئية المعقدة التي تؤثر على النباتات وكيفية الحفاظ عليها.
المسيرة المهنية
بدأت أولدفيلد مسيرتها المهنية في مجال الحفاظ على البيئة في الثمانينيات. عملت في البداية في منظمة “الصندوق العالمي للطبيعة” (WWF) في المملكة المتحدة. ثم انتقلت للعمل في منظمة “مراقبة التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض” (CITES)، حيث لعبت دورًا حيويًا في تنظيم التجارة الدولية بالنباتات والمنتجات النباتية، بهدف منع استغلالها المفرط وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. كان هذا العمل بمثابة نقطة تحول في مسيرتها المهنية، حيث اكتسبت خبرة واسعة في قضايا الحفاظ على البيئة على المستوى الدولي.
في عام 2005، تولت أولدفيلد منصب الأمين العام لمنظمة الحدائق النباتية الدولية للحفاظ على النباتات (BGCI). تحت قيادتها، توسعت المنظمة بشكل كبير وأصبحت قوة رائدة في مجال الحفاظ على النباتات على مستوى العالم. قادت أولدفيلد العديد من المبادرات الهامة، بما في ذلك:
- برامج الحفاظ على النباتات في الموقع: عملت على دعم الحدائق النباتية في جميع أنحاء العالم في جهودها للحفاظ على النباتات في بيئاتها الطبيعية.
- مشاريع إعادة إدخال النباتات: ساهمت في إعادة إدخال الأنواع النباتية المهددة بالانقراض إلى بيئاتها الأصلية.
- بناء القدرات: قامت بتدريب ودعم المتخصصين في مجال الحفاظ على النباتات في جميع أنحاء العالم.
- المناصرة والوعي: عملت على زيادة الوعي بأهمية النباتات في الحفاظ على التنوع البيولوجي وأهمية حمايتها.
أهم إنجازات سارة أولدفيلد
خلال فترة عملها في BGCI، حققت سارة أولدفيلد العديد من الإنجازات البارزة، بما في ذلك:
- توسيع شبكة الحدائق النباتية: ساهمت في زيادة عدد الحدائق النباتية الأعضاء في BGCI، مما عزز التعاون العالمي في مجال الحفاظ على النباتات.
- تطوير استراتيجيات الحفاظ على النباتات: قادت تطوير استراتيجيات عالمية للحفاظ على النباتات، بما في ذلك “الاستراتيجية العالمية للحفاظ على النباتات”.
- الحصول على تمويل كبير: نجحت في الحصول على تمويل كبير من مختلف الجهات المانحة لدعم مشاريع BGCI.
- زيادة الوعي العام: ساهمت في زيادة الوعي العام بأهمية النباتات من خلال المقالات والمقابلات والخطابات العامة.
بفضل جهودها، أصبحت BGCI منظمة رائدة في مجال الحفاظ على النباتات، ولها تأثير كبير على الحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي في جميع أنحاء العالم. إن التزام سارة أولدفيلد بالقضية، وقيادتها الرشيدة، وشراكاتها الاستراتيجية، قد أحدثت فارقًا حقيقيًا في حماية الأنواع النباتية المهددة بالانقراض.
مساهماتها في الحفاظ على النباتات
تُعتبر سارة أولدفيلد شخصية محورية في مجال الحفاظ على النباتات، ليس فقط من خلال عملها في BGCI، بل أيضًا من خلال مشاركتها في العديد من المبادرات والمنظمات الأخرى. فهي تدرك تمامًا أهمية التعاون العالمي في مواجهة التحديات البيئية. ولهذا، سعت جاهدةً لبناء شراكات قوية مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. من خلال هذه الشراكات، تمكنت من تعزيز قدرة الحدائق النباتية على القيام بدورها في الحفاظ على النباتات.
بالإضافة إلى ذلك، أولت أولدفيلد اهتمامًا كبيرًا لبناء القدرات في مجال الحفاظ على النباتات. أدركت أن نجاح جهود الحفظ يعتمد على وجود أفراد مؤهلين ومدربين تدريبًا جيدًا. لذلك، عملت على توفير فرص التدريب والتعليم للمتخصصين في مجال الحفاظ على النباتات في جميع أنحاء العالم. ساهمت هذه الجهود في إنشاء جيل جديد من خبراء الحفاظ على النباتات، القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية.
كما أنها من أشد المؤيدين لأهمية استخدام التكنولوجيا في الحفاظ على النباتات. شجعت استخدام قواعد البيانات والمعلومات الرقمية لتتبع حالة النباتات وتحديد الأولويات في جهود الحفظ. كما أنها أيدت استخدام التكنولوجيا في نشر الوعي بأهمية النباتات وتشجيع الناس على المشاركة في جهود الحفظ.
التحديات المستقبلية
تواجه جهود الحفاظ على النباتات العديد من التحديات المستقبلية، بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان الموائل، والاستغلال المفرط للنباتات. تدرك سارة أولدفيلد هذه التحديات وتسعى جاهدةً لإيجاد حلول لها. فهي تؤمن بأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار تغير المناخ، وحماية الموائل الطبيعية، وتعزيز الاستخدام المستدام للنباتات.
تعتبر أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة الهدف الخامس عشر، “الحياة في البر”، جزءًا أساسيًا من عملها. تسعى أولدفيلد إلى دمج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجيات الحفاظ على النباتات، بهدف تحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
خاتمة
سارة أولدفيلد شخصية رائدة في مجال الحفاظ على النباتات، كرست حياتها لحماية التنوع البيولوجي النباتي. من خلال عملها في منظمة الحدائق النباتية الدولية للحفاظ على النباتات (BGCI)، قادت العديد من المبادرات الهامة وأحدثت تأثيرًا كبيرًا على الصعيد العالمي. ساهمت جهودها في تعزيز الوعي بأهمية النباتات، وبناء القدرات، وتعزيز التعاون الدولي. إن إرثها كقائدة متميزة في مجال الحفاظ على البيئة سيستمر في إلهام الآخرين للعمل من أجل حماية كوكبنا.