نشأته وبداية حياته
ولد إرنست بندر في مدينة نيويورك. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا عام 1939، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة ييل، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1942 والدكتوراه عام 1947. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم في الجيش الأمريكي، حيث عمل في مجال فك الشفرات. وقد أكسبته هذه التجربة معرفة باللغات الشرقية، مما قاده إلى التخصص في الدراسات الهندية.
مسيرته الأكاديمية
بدأ بندر مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد في جامعة ييل، ثم انتقل إلى جامعة بنسلفانيا عام 1960، حيث أمضى بقية حياته المهنية. في جامعة بنسلفانيا، أسس برنامجًا للدراسات الهندية، وأشرف على عدد كبير من رسائل الدكتوراه. كان بندر مدرسًا موهوبًا، معروفًا بتفانيه في طلابه وقدرته على تحفيزهم. كان أيضًا باحثًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من المقالات والكتب التي أثرت في مجال الدراسات الهندية.
مساهماته البحثية
ركزت أبحاث بندر على مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة باللغات والثقافات الهندية. كان له اهتمام خاص باللغات الهندوآرية، مثل السنسكريتية، والهندية، والأردية، والبنغالية. أجرى بندر أبحاثًا مكثفة حول قواعد هذه اللغات، وتاريخها، وتطورها. بالإضافة إلى ذلك، اهتم بندر بالأدب الهندي، ودرس الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة. كما قام بدراسة الفولكلور الهندي، وجمع القصص والأساطير التقليدية.
من أبرز مساهمات بندر البحثية:
- اللغويات المقارنة: قام بندر بدراسة العلاقة بين اللغات الهندوآرية واللغات الهندية الأوروبية الأخرى.
- التاريخ: بحث في تاريخ الهند القديمة والحديثة.
- الأدب: حلل الأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة.
- الفولكلور: جمع ودراسة القصص والأساطير الهندية التقليدية.
أعماله البارزة
نشر إرنست بندر العديد من الكتب والمقالات التي أثرت في مجال الدراسات الهندية. من بين أعماله البارزة:
- “دراسات في اللغة السنسكريتية” (Studies in Sanskrit Grammar)
- “اللغة الهندية في العصر الحديث” (The Hindi Language in the Modern Age)
- “مختارات من الأدب الهندي” (An Anthology of Indian Literature)
إرثه
ترك إرنست بندر إرثًا دائمًا في مجال الدراسات الهندية. كان باحثًا موهوبًا، ومعلمًا متفانيًا، وقائدًا فكريًا مؤثرًا. ألهمت أعماله عددًا كبيرًا من الباحثين والطلاب، وساهمت في فهمنا للغات والثقافات في جنوب آسيا. لا تزال مساهماته البحثية ذات صلة حتى اليوم، ويتم الاستشهاد بها على نطاق واسع في الدراسات الهندية.
جوائزه وتكريماته
حصل إرنست بندر على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، تقديرًا لمساهماته في مجال الدراسات الهندية. حصل على زمالات بحثية من مؤسسات مرموقة، وحصل على شهادات فخرية من جامعات مختلفة. كما كان عضوًا في العديد من الجمعيات الأكاديمية المرموقة.
نهاية حياته
توفي إرنست بندر في 18 أبريل 1996، عن عمر يناهز 77 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأبحاث والتعليم، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ الدراسات الهندية. يعتبر بندر أحد أبرز العلماء في هذا المجال، وأثرت أعماله في تطور هذا التخصص على مدار العقود. لقد كان له تأثير كبير ليس فقط على زملائه ولكن أيضًا على عدد لا يحصى من الطلاب الذين ألهمهم شغفه باللغة والثقافة الهندية.
المنهج الأكاديمي
بالإضافة إلى أبحاثه، لعب بندر دورًا حيويًا في تطوير المناهج الدراسية للدراسات الهندية. ساعد في تصميم برامج دراسية جديدة، وساهم في تطوير مناهج تدريس حديثة. كان يعتقد أن الدراسة الأكاديمية يجب أن تجمع بين التخصص والشمولية، وتشجع الطلاب على فهم التاريخ والثقافة واللغات في جنوب آسيا بشكل شامل. كان يعمل على دمج التكنولوجيا الجديدة في العملية التعليمية، وهو ما ساهم في تطوير هذا المجال.
التعاون الدولي
لم تقتصر مساهمات بندر على الأوساط الأكاديمية في الولايات المتحدة. كان ناشطًا في التعاون الدولي، وعمل مع باحثين من جميع أنحاء العالم. شارك في مؤتمرات وندوات دولية، وساعد في تبادل المعرفة والخبرات. كان يؤمن بأهمية التبادل الثقافي، وعمل على تعزيز العلاقات بين الباحثين في مختلف البلدان. ساهم عمله في تعزيز فهم أفضل للثقافات واللغات الهندية على مستوى عالمي.
التأثير على الأجيال القادمة
لم يقتصر تأثير بندر على جيله، بل امتد ليشمل الأجيال القادمة من الباحثين والطلاب. استمر طلابه وتلاميذه في نشر أفكاره وأبحاثه، وأصبحوا قادة في مجال الدراسات الهندية. من خلال تدريسه وكتاباته، ألهم بندر عددًا لا يحصى من الأشخاص لمواصلة دراسة اللغات والثقافات في جنوب آسيا. كان إرثه يكمن في إلهام الآخرين ومواصلة البحث العلمي في هذا المجال.
خاتمة
كان إرنست بندر شخصية بارزة في مجال الدراسات الهندية. ترك إرثًا غنيًا من الأبحاث والتعليم، وأثرت أعماله في عدد كبير من الباحثين والطلاب. ساهمت مساهماته في فهمنا للغات والثقافات في جنوب آسيا، ولا تزال أعماله ذات صلة حتى اليوم. كان بندر مدرسًا موهوبًا، ومعلمًا متفانيًا، وقائدًا فكريًا مؤثرًا، وستظل ذكراه حية في مجال الدراسات الهندية.