التأسيس والتنظيم
تأسست بحرية دولة كرواتيا المستقلة بعد فترة وجيزة من إعلان الدولة في 10 أبريل 1941. كان معظم ضباطها وجنودها من الكروات الذين خدموا سابقًا في البحرية الملكية اليوغوسلافية. عُين الأدميرال نيكولا ستيبيتش كأول قائد للبحرية، وكان من بين كبار الضباط الآخرين الأدميرال يوسيب كيريني وسفير نيكولا إيكوفيتش.
كانت البحرية منظمة بشكل مشابه للبحرية الملكية اليوغوسلافية، مع تقسيمها إلى أقسام مختلفة بما في ذلك: قيادة الأسطول، وقوات السواحل، وقوات الغواصات (التي لم يكن لديها غواصات عاملة). كان مقر البحرية يقع في سبليت. شملت أهدافها الرئيسية:
- الدفاع عن السواحل الكرواتية.
- مكافحة القوات المتحالفة.
- توفير الدعم للقوات البرية والجوية.
- حماية التجارة البحرية.
المعدات والأسلحة
كانت بحرية دولة كرواتيا المستقلة تفتقر إلى المعدات الثقيلة في بداية تأسيسها. تضمنت أصولها الأولية سفنًا صغيرة وسفنًا استولى عليها من البحرية اليوغوسلافية. على الرغم من ذلك، فقد استمرت البحرية في الحصول على سفن جديدة من إيطاليا وألمانيا خلال الحرب. شملت المعدات الرئيسية:
- الزوارق الحربية: بعض السفن الحربية الصغيرة، مثل الزوارق السريعة والقوارب الهجومية.
- الكاسحات: السفن المستخدمة لإزالة الألغام البحرية.
- السفن المساعدة: سفن الإمداد والنقل.
- الألغام: استخدمت لوضع حقول الألغام الدفاعية.
- الأسلحة الخفيفة: مدافع رشاشة وبنادق للقوات العاملة على متن السفن.
على الرغم من جهودها، ظلت بحرية دولة كرواتيا المستقلة محدودة بسبب الافتقار إلى الموارد والاعتماد على الحلفاء في المعدات والدعم. كانت السفن الإيطالية والألمانية تسيطر بشكل كبير على البحر الأدرياتيكي، مما حد من قدرة البحرية الكرواتية على القيام بعمليات واسعة النطاق.
العمليات العسكرية
شاركت بحرية دولة كرواتيا المستقلة في عدد من العمليات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية. وشملت هذه العمليات:
- حراسة السواحل: دوريات لحماية السواحل من هجمات الحلفاء وحركة التمرد.
- مكافحة التمرد: المشاركة في عمليات لمكافحة حركة المقاومة اليوغوسلافية (البارتيزان).
- مرافقة القوافل: حماية سفن الإمداد والتجارة.
- دعم العمليات البرية: توفير الدعم الناري للقوات البرية من البحر.
واجهت البحرية العديد من التحديات في عملياته. كان لديها عدد قليل من السفن، وكانت تعاني من نقص في التدريب والإمدادات. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت لهجمات مستمرة من قبل القوات المتحالفة وقوات المقاومة. على الرغم من هذه الصعوبات، فقد حاولت البحرية القيام بواجبها على أكمل وجه.
التعاون مع دول المحور
كانت بحرية دولة كرواتيا المستقلة تعتمد بشكل كبير على التعاون مع دول المحور، وخاصة إيطاليا وألمانيا. زودت إيطاليا كرواتيا بالسفن والمعدات والتدريب. لعبت ألمانيا أيضًا دورًا في توفير الدعم الفني واللوجستي. ومع ذلك، كانت العلاقات مع إيطاليا غالبًا ما تكون متوترة، حيث سعت إيطاليا إلى السيطرة على منطقة البحر الأدرياتيكي. بعد استسلام إيطاليا في عام 1943، أصبحت ألمانيا القوة المهيمنة في المنطقة، مما زاد من تأثيرها على البحرية الكرواتية.
نهاية الحرب وحل البحرية
بحلول عام 1945، كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من نهايتها. بدأت القوات المتحالفة في التقدم في جميع أنحاء أوروبا، وتدهورت قوة دول المحور. في مايو 1945، انهارت دولة كرواتيا المستقلة. استسلمت القوات الكرواتية المتبقية، وتم حل بحرية دولة كرواتيا المستقلة. استولت القوات اليوغوسلافية الجديدة على السفن والمعدات المتبقية، وتم دمج بعض الضباط والجنود الكروات في البحرية اليوغوسلافية الجديدة.
التأثير والإرث
على الرغم من قصر مدتها وتحدياتها، لعبت بحرية دولة كرواتيا المستقلة دورًا في تاريخ الحرب العالمية الثانية في منطقة البحر الأدرياتيكي. كانت جزءًا من جهود المحور للسيطرة على المنطقة، وعلى الرغم من أنها كانت محدودة في قدراتها، إلا أنها شاركت في العمليات العسكرية والقتالية. يعتبر إرثها موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ دولة كرواتيا المستقلة، وهي فترة سياسية مثيرة للخلافات في تاريخ كرواتيا.
شكلت تجربة بحرية دولة كرواتيا المستقلة جزءًا من تاريخ البحرية الكرواتية. بعد الحرب، أعيد تأسيس البحرية الكرواتية كجزء من يوغوسلافيا، ثم أصبحت فيما بعد جزءًا من الدولة الكرواتية المستقلة الحديثة. يواصل المؤرخون دراسة وتقييم دور البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، مع التركيز على الأحداث والعمليات التي شاركت فيها، وكذلك تأثيرها على المنطقة ككل.
الخسائر
تكبدت بحرية دولة كرواتيا المستقلة خسائر خلال فترة عملها، على الرغم من أن هذه الخسائر لم تكن كبيرة مقارنة بالبحرية الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية. وشملت الخسائر:
- السفن الغارقة أو المتضررة: فقدان السفن نتيجة للهجمات من قبل الحلفاء، أو الألغام، أو الحوادث.
- الخسائر في الأرواح: مقتل الضباط والجنود في العمليات القتالية أو الحوادث.
- الأسر: أسر بعض أفراد البحرية من قبل القوات المتحالفة أو قوات المقاومة.
تعتبر تفاصيل الخسائر الدقيقة صعبة التحديد بسبب نقص الوثائق والتوثيق خلال فترة الحرب. ومع ذلك، فإن الخسائر، على الرغم من أنها محدودة، تعكس طبيعة القتال الصعب في البحر الأدرياتيكي.
خاتمة
كانت بحرية دولة كرواتيا المستقلة قوة بحرية صغيرة نشأت في ظل ظروف الحرب العالمية الثانية. على الرغم من قيودها، شاركت في عمليات عسكرية على طول الساحل الأدرياتيكي، وعملت جنبًا إلى جنب مع دول المحور. ساهمت في تاريخ الحرب في المنطقة، لكنها اختفت مع انهيار الدولة في عام 1945. يعتبر إرثها موضوعًا مثيرًا للجدل، ويرتبط بتاريخ دولة كرواتيا المستقلة، وهو جانب معقد في تاريخ كرواتيا الحديثة.