الوصف والمظهر
السقنق العيني له جسم أسطواني الشكل ورأس صغير نسبيًا. يتميز جلده الأملس بلمعان طفيف. يتراوح طوله عادة بين 20 إلى 30 سم، على الرغم من أن بعض العينات قد تصل إلى 40 سم. اللون العام للجسم يتنوع، ولكن غالبًا ما يكون رماديًا، بنيًا، أو برونزيًا، مع بقع أو خطوط داكنة. تتميز جوانب الجسم ببقع دائرية (عيون) سوداء محاطة بحلقة صفراء أو بيضاء، وهذا ما يفسر اسمه الشائع “السقنق العيني”.
الذيل طويل ويتناقص تدريجيًا نحو النهاية. الأطراف قصيرة ومناسبة للحفر والتنقل في التربة الرملية أو المفككة. العيون صغيرة، لكنها متطورة بشكل جيد، وتسمح للسقنق برؤية محيطه بوضوح. يتميز هذا النوع بوجود أجزاء عظمية صغيرة (عظام) تحت جلدها، مما يوفر لها بعض الحماية.
التوزيع الجغرافي والبيئة
السقنق العيني يتواجد في مناطق واسعة الانتشار، مما يشير إلى قدرته على التكيف مع بيئات مختلفة. يشمل نطاقه الجغرافي:
- اليونان وجزرها.
- جنوب أوروبا (إيطاليا، إسبانيا، البرتغال).
- شمال أفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا).
- الشرق الأوسط (إسرائيل، الأردن، لبنان، سوريا).
- بعض أجزاء من تركيا.
يعيش هذا السقنق في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الأراضي العشبية، الغابات، المناطق المشجرة، والبساتين. يفضل المناطق ذات التربة الرملية أو المفككة، والتي تسهل عملية الحفر والاختباء. غالبًا ما يُرى تحت الصخور، في الشقوق، أو تحت الأوراق المتساقطة. يتواجد أيضًا في المناطق القريبة من البشر، مثل الحدائق والمناطق الزراعية، حيث يتوفر له الغذاء والمأوى.
السلوك والتغذية
السقنق العيني هو حيوان نهاري، ولكنه نشط أيضًا في ساعات الصباح الباكر وساعات المساء المتأخرة. يقضي معظم وقته مختبئًا في الجحور أو تحت الأشياء، ويخرج للتغذية والبحث عن الطعام. يعتبر من الحيوانات الانعزالية، وعادة ما يتجنب التفاعل مع أفراد أخرى من نوعه، إلا خلال موسم التزاوج.
يتغذى السقنق العيني بشكل أساسي على اللافقاريات الصغيرة، بما في ذلك:
- الحشرات (مثل الخنافس والنمل).
- العناكب.
- الديدان.
- القواقع.
يستخدم هذا السقنق لسانه اللزج لالتقاط فرائسه، ثم يقوم بابتلاعها بالكامل. يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال السيطرة على أعداد الحشرات واللافقاريات الأخرى.
التكاثر ودورة الحياة
السقنق العيني هو حيوان ولود (viviparous)، أي أنه يلد صغاره بدلاً من وضع البيض. موسم التزاوج يختلف حسب المنطقة، ولكنه عادة ما يكون في الربيع أو الصيف. تلد الأنثى من 2 إلى 10 صغار بعد فترة حمل تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر.
الصغار تكون صغيرة الحجم عند الولادة، ولكنها مستقلة تمامًا وتستطيع البحث عن الطعام والعيش بمفردها. تنمو الصغار بسرعة خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتها. يصل السقنق العيني إلى النضج الجنسي في عمر 2-3 سنوات. يمكن أن يعيش هذا النوع لمدة تصل إلى 10 سنوات أو أكثر في البرية، وفي الأسر قد يعيش لفترة أطول.
الحفاظ على النوع والتهديدات
على الرغم من أن السقنق العيني يعتبر نوعًا شائعًا، إلا أنه يواجه بعض التهديدات التي تؤثر على أعداده. تشمل هذه التهديدات:
- تدمير الموائل: فقدان وتدهور الموائل بسبب التوسع العمراني، الزراعة المكثفة، وتغير المناخ.
- استخدام المبيدات الحشرية: التعرض للمبيدات الحشرية يمكن أن يؤثر على السقنق بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تقليل مصادر الغذاء.
- الافتراس: قد يقع السقنق العيني فريسة للحيوانات المفترسة مثل الثعابين، الطيور الجارحة، والثدييات.
تساهم جهود الحفاظ على البيئة في حماية هذا النوع من السقنق. من خلال الحفاظ على الموائل الطبيعية، الحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتوعية الجمهور بأهمية هذا الكائن الحي.
العلاقة مع البشر
السقنق العيني ليس لديه تأثير كبير على البشر. ومع ذلك، يعتبر وجوده في البيئة مؤشرًا على صحة النظام البيئي. في بعض المناطق، يتم الاحتفاظ به كحيوان أليف، على الرغم من أنه ليس شائعًا مثل بعض أنواع الزواحف الأخرى. يعتبر غير ضار للإنسان، ولا يشكل أي خطر على الصحة العامة.
خاتمة
شلكيدس أوسيلاتوس، أو السقنق العيني، هو زاحف رائع يتميز بمظهره الفريد وسلوكه المثير للاهتمام. ينتشر في مناطق واسعة من جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويتكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات. يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال التغذية على اللافقاريات الصغيرة. على الرغم من أنه يعتبر نوعًا شائعًا، إلا أنه يواجه بعض التهديدات التي تتطلب جهودًا للحفاظ عليه. فهم هذا النوع من الزواحف يساعد في تقدير التنوع البيولوجي وأهمية الحفاظ على النظم البيئية.